بينما يؤكد عبد الإله ابن كيران لمقربيه، منذ الأسبوع الماضي، أنه سلم القصر الملكي لائحة الوزراء الذين سيتم تعيينهم في النسخة الثانية لحكومته، تنفي مصادر من التجمع الوطني للأحرار أن يكون صلاح الدين مزوار قد سلم ابن كيران لائحة وزراء التجمع الوطني للأحرار. وبين ابن كيران ومزوار وفي غياب بلاغ رسمي، يبدو أن الأمر يتعلق بعبث جديد يسبق الإعلان عن إعادة تشكيل الحكومة "لم يقدم رئيس الحكومة لجلالة الملك تقريرا عن سير المشاورات فقد كان يستشير معه مرارا وهذا ما صرح به رئيس الحكومة نفسه، ما قدمه رئيس الحكومة لجلالة الملك كان لائحة مقترحة للتعيين في قطاعات وزارية"، هذا الجواب الصارم هو الذي تلقته "الأحداث المغربية" صباح أمس من أحد قياديي الأغلبية الحكومية، جوابا عن سؤال حول ما إن كان ابن كيران قد رفع للملك تقريرا حول "بلوكاج" المشاورات السياسية بينه وبينه رئيس التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار أم رفع له لائحة وزراء الطبعة الثانية من الحكومة؟. نفس المصدر الذي تحدثت معه الجريدة أكد أن ما قدم للملك هو لائحة قد يدلي الملك برأيه فيها بما يضمنه له الدستور . الأكثر من ذلك أن المصادر ذاتها لم تستبعد أن يتم إخراج التشكيلة الحكومية خلال الأيام المقبلة بعدما وضع ابن كيران فعليا لائحة الوزراء بين يدي الملك محمد السادس قبل سفره إلى مالي. ليتم أخيرا ترقب إخراج الطبعة الثانية من حكومة ابن كيران بعد شهرين من المشاورات السياسية بين رئيس الحكومة وصلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار، وبعد أسبوعين من القطيعة بين الرجلين بسبب عدم التفاهم حول من ستؤول إليه حقيبة الاقتصاد والمالية. مصادر الجريدة لم تجب عما إن كانت اللائحة التي سلمها ابن كيران للملك محمد السادس تتضمن اسم مرشح واحد لتولي وزارة الاقتصاد والمالية أم أكثر من اسم، قد يكون صلاح الدين مزوار من ضمنها. في المقابل توقع عدد من المقربين من رئيس الحكومة أن يكون ابن كيران قد حسم في اسم واحد لتولي تسيير قطاع الاقتصاد والمالية، رجحت أن لا يكون صلاح الدين مزوار، بعد الرجة التي أحدثها اقتراحه لنفسه لمنصب المالية دون إشراك ادريس الأزمي في منصب الوزير المنتدب في الميزانية. التفاؤل الذي أبدته مصادر "الأحداث المغربية" مبعثه بحسبها هو عودة الملك محمد السادس لأرض الوطن مساء أول أمس الأحد في ختام زيارة رسمية لجمهورية مالي، حضر خلالها حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد. "نتوقع، تقول مصادر الجريدة، أن تكون عودة الملك لحظة انفراج في إخراج الحكومة". لكن ذلك يبدو غير ممكن في الثلاثة أيام المقبلة علٍى الأقل وذلك بسبب سفر رئيس الحكومة أمس الإثنين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي مقابل هذه الرواية والتأكيدات، تنفي مصادر مقربة من صلاح الدين مزوار أن يكون الأخير سلم ابن كيران لائحة الوزراء التجمعيين. ابن كيران لم يتوصل بعد باللائحة النهائية للمرشحين للاستوزار من صلاح الدين مزوار الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار» ، هكذا يجزم مقرب من مزوار في اتصال هاتفي أمس الإثنين، مؤكدا أن اللائحة ستسلم له زوال أمس الإثنين أو يومه الثلاثاء قبل الإعلان المرتقب عن التشكيلة الحكومية الجديدة. المصدر ذاته أفاد أنه من المنتظر أن يحسم القصر الملكي في اللائحة الجديدة للمستوزرين بعد توصله باللائحة النهائية من رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران». وقال المصدر ذاته إن اللائحة النهائية للمرشحين للاستوزار من حزب التجمع الوطني للأحرار تضم ثمانية وزراء يضاف إليها مقعد رئيس مجلس النواب الذي سيعاد انتخابه في دورة أبريل كما ينص على ذلك الدستور. ومن بين الأسماء المرشحة للاستوزار ثلاثة إلى أربعة وجوه نسائية من التجمع من بينهم وجه سبق استوزاره ووجوه أخرى جديدة، فيما تم رفض ترشيح استوزار أسماء دخلت في صراع خفي طيلة الأسابيع الأخيرة لفرض نفسها لكن تم التراجع عنها لعدم مصداقيتها السياسية وكفاءتها. مصدر مقرب من المفاوضات قال ل «الأحداث المغربية» إن «ابن كيران سيتسلم اللائحة النهائية للمرشحين للاستوزار بعد إدخال تعديلات على أسماء تم التحفظ بشأنها»، مضيفا بدوره أن «النسخة الثانية من الحكومة سيتم الإعلان عنها قريبا جدا»، ونفى أن يكون هناك أي «بلوكاج» كما تم تداوله مؤخرا، موضحا أن «رئيس الحكومة يواجه ضغوطات محيطه ومزايدات بعض القيادات من العدالة والتنمية شوشت على مسار المفاوضات وكانت السبب في عرقلتها في مرات عديدة».