رغم أن موسم العواصف حلّ هذه السنة متأخرا عن مواعده بخنيفرة, إلا أن ذلك لم يمنع ككل سنة من تكرار معاينة نفس مشاهد السيول المشبعة بالوحل و هي تجتاح عددا من المنازل بأحياء مختلفة بالمدينة, دون أن تتحرك سلطات المدينة و منتخبيها لوضع مخطط حقيقي للحد من مخاطر الفيضانات الناجمة سواء عن العواصف الرعدية صيفا, أو الأمطار الغزيرة شتاء. فقد أدت العاصفة, الرعدية, التي ضربت, مساء أول أمس الخميس و بشكل مفاجئ, مدينة خنيفرة و ضواحيها, إلى تسجيل خسائر مادية جسيمة خاصة على مستوى حي تيزي الميزان الشعبي, حيث غمرت مياه السيول العشرات من مساكنه, حيث قدرت مصادر مطلعة في اتصال ب"الأحداث المغربية" عدد المنازل المتضررة بالخمسين منزلا غمرتها مياه السيول الناجمة عن فيضان إحدى الشعاب المخترقة للحي, التي جرفت معها كذلك خمس سيارات, ألحقت بها أضرارا بليغة, في وقت تم فيه إنقاذ امرأة من موت محقق, بعدما حاصرتها المياه داخل المنزل, و كادت تودي بحياتها غرقا, لولا تدخل أحد الشبان الذي غامر بحياته لإنقاذها و نقلها إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج, حسب روايات شهود عيان. مياه الفيضانات لم يسلم منها كذلك, هذه السنة, السكن الوظيفي لعامل خنيفرة, الذي حاصرته الفيضانات من كل جانب, قبل أن تواصل طريقها في اتجاه مبنى العمالة و تتسرب إلى طابقه الأرضي, الذي باتت مكاتبه كما لو أنها تعودت على زيارة مياه السيول كلما حل موسم الأمطار و العواصف بخنيفرة. للتذكير, تعتبر خنيفرة, من الناحية الجيو مورفولوجية , من أكثر المدن عرضة للفيضانات, دون أن يدفع هذا التهديد الدائم و المستمر لأرواح و ممتلكات المئات من الساكنة, لوضع مخطط حقيقي و جذري للحد من خطورة هذه الظاهرة الطبيعية, في وقت تقاذف فيه المجلس البلدي و المكتب الوطني للماء الصالح للشرب المسؤولية عن صيانة شبكة الصرف الصحي و وضع برامج و قنوات لضخ المياه و السيول بعيدا عن التجمعات السكنية. كما لم تسلم وكالة الحوض المائي أم الربيع بدورها من سهام النقد باعتبارها المسؤولة عن تنزيل برنامج الحد من الفيضانات الذي شكل أحد أهم محاور برنامج التأهيل الحضري و إعادة هيكلة الإقليم الذي أشرف جلالة الملك محمد السادس على إعطاء إشارة انطلاقته قبل حوالي خمس سنوات. إلى ذلك علمت "الأحداث المغربية" من مصادر محلية, أن عاصفة رعدية, ضربت مساء أول أمس الخميس, مدينة ميدلت, و خلفت وراءها خسائر مادية بعدد من النقط و التجمعات السكنية بالمدينة, خاصة على مستوى أحياء "ألمو" و "إروميل", الذتي غمرت فيها المياه عددا من المنازل, مُحولة الأزقة و المحاور الطرقية إلى وديان حقيقية, بعدما عجزت قنوات الصرف الصحي و الواد الحار عن استيعاب الكميات الهائلة من الأمطار التي تساقطت على مديلت في وقت جد قصير, حسب المصادر ذاتها.