الدكتورة سعاد أوزيت اختصاصية في الحمية وداء السكري في الحوار التالي تتطرق الدكتورة سعاد أوزيت إلى طبيعة المواد التي يتناولها الباحثون عن القوام المثالي والأضرار الصحية التي تنجم عنها، بالإضافة إلى الحلول التي تضمن الحصول على الجسم المثالي بشكل آمن. يتم اللجوء إلى عدد من العقاقير والوصفات من أجل اكتساب الوزن والحصول على جسم ممتلئ. ما هي الآثار الناتجة عن تناول هاته المواد؟ تحتوي العقاقير التي تتناولها الراغبات في اكتساب الوزن في الغالب على مادة «الكورتيزون». ومن المعروف أن هاته المادة تستعمل لعلاج أمراض معينة، ويكون لها العديد من الآثار الجانبية، خاصة إذا تم تناولها بشكل عشوائي. فتناول هاته العقاقير يمكن أن يسبب خللا في الهرمونات، وخللا في وظائف الكلي، وقد يصل الأمر حد القصور الكلوي، بالإضافة إلى هشاشة العظام. كما أن الحصول على المظهر الممتلئ من خلال هاته الأدوية يختلف كليا عن اكتساب الوزن بشكل طبيعي، فالأمر هنا يتعلق باحتباس للماء والصوديوم في جسم الإنسان، بحيث يصاب جسم الشخص بنوع من الانتفاخ وتتعرض كليتاه للجفاف. تعرض العديد من الفتيات أنفسهن لهاته المخاطر في سبيل اكتساب الوزن، بالرغم من أن زيادة الوزن بالمقارنة مع الطول تجعلهن في مواجهة مرض آخر وهو البدانة. وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية فإن حالة الشخص الذي يتجاوز الوزن المثالي بست كيلوغرامات يطلق عليها زيادة الوزن، أما عندما تستمر الزيادة في الوزن طيلة أربعة أشهر فنصبح أمام البدانة التي تتطلب العلاج، وهذا ما يجب أن يستوعبه الناس فالبدانة يجب محاربتها لأنها تعرضهم لأمراض عديدة مثل السكري والضغط و أنواع من السرطان. هل هناك أدوية فعالة لإنقاص الوزن بشكل آمن؟ لحد الآن لم تثبت علميا نجاعة أي دواء في التنحيف، بالرغم من كثرة المنتوجات التي يتم تسويقها، وبالنسبة للأدوية المعروضة للبيع في الصيدليات، فهي عبارة عن مكملات غذائية لا يكون لها في الغالب أية آثار جانبية، لكن هناك بالمقابل أدوية أخرى كان عليها إقبال كبير في الدول الأوربية تبين أنها كانت السبب وراء بعض المشاكل الصحية مثل أمراض القلب والشرايين. ويلجأ بعض الناس أيضا لأدوية عبارة عن هرمونات الغدة الدرقية والتي قد تسبب في اضطرابات هاته الغدة، بينما يلجأ آخرون إلى عقاقير تعمل على حرق السعرات الحرارية، غير أن فعالية الأخيرة في إنقاص الوزن لم تثبت علميا. لكن الأمر الأكثر خطورة هو اللجوء إلى تناول بعض الأعشاب التي يدعي مروجوها أنها فعالة في إنقاص الوزن، لأن هاته الأعشاب من شأنها أن تكون سببا في حالات التسمم. ما هي الوسائل الآمنة للحصول على الجسم المثالي؟ تعتبر التغذية المتوازنة والحمية التي يتم تحديدها حسب طبيعة الجسم والحالة الصحية لكل شخص وممارسة الرياضة من أفضل الحلول سواء لإنقاص الوزن أو لاكتسابه فهاته الحلول صحية ومضمونة بالرغم من أنها تتطلب بعض الوقت والمجهود أيضا، فبالنسبة للباحثين عن النحافة يجب أن يخضعوا لحمية تتمثل في التقليل من السكريات والدهنيات، كما يجب تفادي الفواكة الجافة بعد الرياضة واستبدالها بالفواكه الطازجة وأن يكتفي بشرب الماء في الساعتين اللتين تليان التمارين الرياضية، لأن الجسم يبدأ في حرق مخزون السعرات الحرارية بعد مرور ساعة على ممارسة التمارين الرياضية. في حالات البدانة المفرطة فقط يمكن اللجوء إلى عمليات ربط المعدة بسبب الصعوبة الكبيرة التي يجدها الأشخاص المصابين بها في التخلص من الوزن الزائد. أما بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة ويسعون لاكتساب الوزن، فينبغي عليهم تناول المواد التي تكسب الجسم الطاقة مثل الفواكه الجافة أثناء وبعد الرياضة كي يحصل الجسم على السكريات كما يجب أن يتناول البروتينات قبل وبعد الرياضة، وأن يحرص على تناول المعجنات في وجبة العشاء أو في وجبة الغذاء إذا كانت ستليها تمارين رياضية. وحتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتمتعون بوزن مثالي ينبغي عليهم اتباع حمية من خلال الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمواد التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والدهنيات من أجل الحفاظ على الوزن المثالي وتناسق الجسم. حاورتها شادية وغزو