رئيس التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار رفع السقف عاليا جدا. إنه الانطباع الذي خرج به رئيس الحكومة بعد أول لقاء تشاوري مع مزوار بهدف استقطاب هذا الأخير إلى التشكيلة الحكومية المرتقبة. عبد الإله ابن كيران الذي بذل كل ما في وسعه لجعل اللقاء يمر في أحسن الظروف، كما أنه عبر عن رغبته في فتح صفحة جديدة مع ضيفه، لكن فيما يبدو لم تفلح هذه الحفاوة في تليين مواقف مزوار،الذي أعاد على مسامع ابن كيران أن حزب التجمع الوطني للأحرار يرفض أن يكون مجرد قطع غيار يؤتى بها لتعويض انسحاب حزب الاستقلال. ففي سؤال طرحه عليه أحد المقربين بخصوص مشاورات الإثنين الماضي مع رئيس التجمع الوطني للأحرار، رد رئيس الحكومة بالقول إن «مزوار طلع للجبل» في إشارة إلى الشروط التي وضعها صلاح الدين مزوار على طاولة رئيس الحكومة مقابل مشاركة الأحرار في التشكيلة الحكومية القادمة. مصادر اطلعت على ما جرى بين عبد الإله ابن كيران والشخصية المقربة، أشارت في اتصال مع «الأحداث المغربية» إلى أن مزوار بعد أن أسهب في الحديث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، شدد لمضيفه أن أطر التجمع الوطني للأحرار، عكفوا طيلة الفترة الماضية على دراسة الوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي، ليخلصوا إلى أن البلاد تمر بظرفية جد صعبة، لذلك فإن التجمع الوطني للأحرار، يخاطب رئيس الأحرار ابن كيران، لن يغامر بالدخول إلى الحكومة قبل أن يطمئن على أن بصمته ستكون حاضرة بالتشكيلة الحكومية القادمة وذلك على مستويات البرنامج الحكومي وتحديد الأولويات وكذلك على مستوى الهيكلة الحكومية وكذلك قانون مالية السنة القادمة. وفي الوقت الذي تصر مختلف المصادر سواء داخل العدالة والتنمية أو التجمع الوطني للأحرار على تأكيد أن رئيس الحكومة ورئيس التجمع الوطني للأحرار لم يناقشا موضوع الحقائب الوزارية، عكس ذلك أكد نفس المصدر أن صلاح الدين مزوار طالب عبد الإله ابن كيران بحقائب وزارية ذات طبيعة اقتصادية. فبالإضافة إلى حقيبة وزارة الاقتصاد والمالية والطاقة والمعادن التي كانت في حوزة حزب الاستقلال قبل أن ينسحب من الحكومة، يطمح الأحرار كذلك إلى وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة وذلك إلى جانب وزارة التشغيل والتكوين المهني. رئيس الحكومة الذي كان متحفظا في الخوض في تفاصيل لقائه بمزوار، لدرجة أنه عندما سئل حول رده على شروط رئيس الأحرار، اكتفى بالقول «غادي نشوفو آش غانديرو معاه» وذلك دون إضافة شيء آخر، يؤكد المصدر، مبرزا أن رئيس الحكومة طيلة اللقاء، لم يضع شروطا مسبقة، بقدر ما حرص على إظهار انفتاحه على مناقشة كافة الاقتراحات التي قد يتقدم بها رئيس التجمع الوطني للأحرار. عدم الاطلاع على تفاصيل ما جرى يوم الإثنين الماضي بين مزوار وابن كيران بمقر إقامة هذا الأخير، امتد فيما يبدو ليشمل أيضا حتى الحليفين المتبقيين بالائتلاف الحكومي، نبيل بنعبد الله الأمين العام للتقدم والاشتراكية وامحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية. ففي الوقت الذي تم الاتفاق داخل الأقلية الحكومية، على أن يطلع رئيس الحكومة حليفيه على تفاصيل مشاوراته أولا بأول مع الأحرار وباقي أحزاب المعارضة، أكدت مصادر قيادية مقربة من الأقلية الحكومية أن رئيس الحكومة لم يجتمع لحد الآن بنبيل بنعبد الله والعنصر لإخبارهما بفحوى لقائه بمزوار، فيما قللت مصادر أخرى من الأمر بمبرر أن رئيس الحكومة، سيعود إلى الالتقاء مجددا بحليفيه حالما ينهي المشاورات التي يقوم بها حاليا مع أحزاب المعارضة.