فجأة بدأ صوت أزيز الرصاص يلعلعل في سماء مركز جماعة سيدي الزوين بمراكش،فيما انتشر مجموعة على متن دراجاتهم نارية، بمختلف فضاءات المركز،مدججين ببنادق صيد مختلفة الأحجام،وهم بصدد تنظيم مطاردة من نوع خاص. كانت الجثث تتساقط تحت وقع الطلقات القاتلة،تعقبها أصوات أنين مثيرة، فيما شاحنة تحمل الرقم العجيب" جيم حمراء" ، تتلقف الجثت المتاسقطة، وتحملها بعيدا عن مسرح الموت. كان واضحا أن مصالح الجماعة ،قد اتخذت قرارا بشن حرب شعواء لا هوادة فيها، ضد جيوش الكلاب الضالة التي أصبحت تتسيد المكان، وتفرض سطوتها بعموم مركز الجماعة.ذ كان على رأس حملة الإبادة رئيس الجماعة نفسه،الذي كان يمتطي صهوة سيارة مصلحة تابعة للجماعة مرفوقا بأحد المستشارين،وبجانبهما قناص لا يتردد في توجيه فوهة بندقية صوب جسد أي كلب، قاده حظه العاثر للمرور بالمكان والزمان الخطأ،ليرديه قتيلا بطلقة واحدة دلالة على مهارته في التصويب والإصابة. كانت كل جثة تسقط، تتلقفها ضحكة ظفر وانتصار،يطلقها رئيس الجماعة ومساعده،بغير قليل من نبرات زهو وافتخار،لا يقطعها سوى ظهور شبح كلب آخر ضل طريقه، ينبه إثره صوت الرئيس قناصه المحترف" هاواحد آخر،إيوا اعطي لمو". في هذه اللحظة كانت كثيبة موت أخرى، تقوم بعملية تمشيط واسعة للفضاءات الأخرى من تراب الجماعة، متخذة من الدراجات النارية، وسيلة دعم ومساندة، ورصاص بنادقها يتخطف روح أي كلب تصادفه في طريقها،حيث امتدت العملية لتشمل رحابة السوق الأسبوعي. عون السلطة، وحارس الأمن الخصوصي لمؤسسة تعليمية، وأشخاص أخرون لا يربطهم بالجماعة سوى"الخير والإحسان"، انخرطوا في حملة المطاردة والقتل، وتسلحوا بالبنادق والأعيرة النارية، مشكلين كثائب موت، لم تردد قيد أنملة في توجيه فوهات أسلحتها صوب أجساد جيوش الكلاب،التي بدأت تتساقط تحت وقع أزيز الرصاص تساقط أوراق الخريف. كان واضحا أن أهل الجماعة ،قد اتخذوا قرارا لارجعة فيه، بتنظيم إبادة جماعية لكل أصناف الكلاب ،التي أصبحت تشكل جزءا من المشهد اليومي بتراب جماعة سيدي الزوين، حيث انقشع غبار المعركة التي دامت لازيد من أربع ساعات، عن ركام من الجثت، التي تلقفها رصاص المطاردين وأردوها قتيلة. لم يكن لهكذا مشهد أي يمر دون تسجيل موقف من بعض النشطاء الحقوقيين وفعاليات المجتمع المدني،الذين استنكروا هذه الطريقة المستفزة في مقاربة ظاهرة انتشار الكلاب، مع طرح أكثر من علامة استفهام حول مشاركة أشخاص،لايربطهم رابط بمصالح الجماعة في حملة الإبادة، وتمكينهم من أسلحة نارية ضمن ظروف وحده الله والقيمون على الحملة من يعرف أسرارها وخباياها، في انتظار ما ستتخذه الهيئات الناشطة في مجال الرفق بالحيوان من قرارات في مواجهة حفل الإبادة التي قاده رئيس الجماعة المذكورة. إسماعيل احريملة