يبدو أن انتزاع مريم بنصالح رئيسة «الباطرونا» لتوقيع قيادتي الفيدرالية الديموقراطية للشغل والكنفدرالية الديموقراطية للشغل على ميثاق السلم الاجتماعي، يحتاج إلى المزيد من الوقت. ففي الوقت الذي ضمنت توقيعات قيادات نقابات الاتحاد العام للشغالين ، الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني للشغل، تعذر على اللجنة المشتركة بين نقابتي اليسار والاتحاد العام لمقاولات المغرب الاجتماع بداية هذا الأسبوع كما كان مقررا له من أجل الخروج بوثيقة مشتركة. التأخر الحاصل على مستوى تسريع وتيرة التفاوض والاتفاق على مبادئ مشتركة أرجعه مصدر نقابي إلى « صعوبة توفيق اللجنة المشتركة بين المشروع الذي تقدمت به الباطرونا وآخر وضعته الفيدرالية والكنفدرالية على طاولة النقاش»، في الوقت الذي أكد فيه جمال بلحرش رئيس لجنة التشغيل بالاتحاد العام لمقاولات المغرب أن مبادئ الميثاق الاجتماعي من أجل تنافسية مستدامة وعمل لائق، الذي تروج له الباطرونا فعلا «جاءت عامة وفي حاجة إلى التفصيل»، إلا أنه لم يخف أن عملية «صياغة وثيقة مشتركة قابلة للتنفيذ تحتاج إلى المزيد من الوقت». مشروع ميثاق الباطرونا ، والذي بدأت رئيستها مريم بنصالح الترويج له منذ بداية السنة الجارية، وإن استطاعت أن تنتزع لصالحه توقيع الميلودي المخارق الكاتب الوطني للاتحاد المغربي للشغل، وحميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين ، إضافة إلى محمد يتيم قائد نقابة الإسلاميين، الاتحاد الوطني للشغل، فإنه بالمقابل تعذر عليها انتزاع توقيع عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديموقراطية للشغل ونوبير الأموي قائد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث إن المسؤول النقابي الذي أكد وجود مشروعي ميثاق على طاولة اللجنة المشتركة، لم يخف أن «توضيح عدد من الالتزامات يتطلب الوقت الكافي لدراستها والاتفاق حولها»، وهو ما جعله يستبعد تحديد أجل معين للمصادقة النهائية على الميثاق قريبا، عكس بلحرش الذي سبق له التأكيد أن «عملية التوقيع ستكون قبل شهر رمضان«. إلا أن عملية التوفيق بين مشروعي ميثاق الباطرونا والنقابتين، وإن كانت تحتاج إلى المزيد من الوقت، فإنها «ليست مستحيلة»، يقول المصدر النقابي، ولتحقيق ذلك، تسابق اللجنة المشتركة الزمن لتسوية النقط العالقة، حيث من المنتظر أن تواصل عقد لقاءاتها خلال شهر رمضان «ليكون الميثاق جاهزا بعد ذلك وبالتالي التوقيع عليه» يضيف المصدر نفسه، الذي أردف « أن ما يهم هو الوصول إلى التزامات واضحة وليس مبادئ عامة»». وإذا أجل الفيدراليون والكنفدراليون التوقيع مع الباطرونا على الميثاق إلى حين التفصيل في مضامينه والاتفاق عليها، فإن المبادىء العامة التي جاء بها الميثاق «عبارة عن عناوين كبرى تحتاج إلى أن تتحول إلى التزامات ملموسة» يقول المصدر النقابي، وهي مبادىء تتناول أربعة مجالات وهي «الوقاية من نزاعات الشغل، الحوار الاجتماعي وتشجيع حقل الاتفاقيات الجماعية، المطابقة الاجتماعية لعلاقات وظروف العمل، وأخيرا النهوض بالشغل والتنافسية».