وقع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أمس الثلاثاء، ميثاقا اجتماعيا مع مركزية الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. وكان الاتحاد وقع ميثاقا مماثلا، الأسبوع الماضي، مع مركزيتي الاتحاد المغربي للشغل التي يقودها الميلودي موخاريق، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي يتزعمها حميد شباط، في انتظار التوقيع مع مركزيتي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، خلال الأيام المقبلة، اللتين تقترحان إدخال بعض التعديلات على الميثاق. وقال محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن الاتحاد الوطني وقع، أمس الثلاثاء، على الميثاق الاجتماعي من أجل التنمية المستدامة والعمل اللائق مع "الباطرونا"، مشيرا إلى أن هذا الميثاق يدخل في إطار تطور العلاقة بين الشركاء الاجتماعيين، خاصة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمركزيات النقابية، مبنية على خلق إطار للتشاور والعمل المشترك، من أجل الالتزام بحماية حقوق المقاولة وحقوق العمال. وأوضح يتيم، في تصريح ل "المغربية"، أن هذا الميثاق الاجتماعي يعد بمثابة عقد جديد، مبني على الوقاية في نزاعات الشغل، والتدخل من أجل فض هذه النزاعات بطريقة استباقية قبل أن تستفحل وتصل إلى القضاء. وذكر الكاتب العام للاتحاد أن الميثاق ينص على التعاون من أجل خلق الشروط التي تحث كل طرف على واجباته وحقوقه من أجل تطبيق القانون، وحماية حق العمل، وحقوق الشغيلة. وأبرز يتيم أن الميثاق يتضمن مجموعة من الآليات، من بينها لجنة مشتركة ولجان موضوعاتية، ستعمل على تفعيل هذا الاتفاق على المركزي والجهوي والإقليمي، موضحا أن الميثاق سيتيح إمكانية التشاور من أجل إخراج النصوص التشريعية التي لها علاقة بالعمل المشترك بين الطرفين، خاصة في ما يتعلق بالحق في ممارسة الإضراب وتنظيمه وتقنينه، وكل القضايا ذات الاهتمام المشترك. واعتبر يتيم أن "الميثاق عقد من أجل خلق الشروط لإقرار السلم الاجتماعي الموضوعي القائم على احترام كل طرف لواجباته وحقوقه ومسؤولياته". ومن المرتقب أن توقع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، بشكل مشترك في إطار التنسيق بينهما، الميثاق الاجتماعي، مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال الأيام المقبلة. وقال عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، إن اللجنة المشتركة بين المركزيتين لتحديد موعد مع الباطرونا، لمناقشة مضمون الميثاق قبل تحديد موعد لتوقيعه. وأضاف العزوزي، في تصريح ل "المغربية"، أن المركزيتين ستقترحان على الباطرونا إدخال تعديلات على مشروع الميثاق المهيأ من قبلها، قبل التوقيع عليه. وأوضح أن التوقيعات التي كانت بين الباطرونا وبعض المركزيات النقابية، لا تدخل في إطار الحوار الاجتماعي، بل هي تنفيذ لاتفاق سابق بين الباطرونا والنقابات. وأعلن العزوزي أن الكونفدرالية والفدرالية كانتا من أوائل النقابات، التي التقت الباطرونا، وأضاف "قدمت لنا الباطرونا اقتراحا على شكل ميثاق، يضم المبادئ العامة مثل الحريات النقابية والحق النقابي وحق التنظيم النقابي وحل النزاعات بالحوار"، مشيرا إلى أن "هناك من فهم الأمر على أنه ميثاق للسلم الاجتماعي كنتيجة للحوار مع الحكومة، وهو أمر غير صحيح". وكان الاتحاد العام لمقاولات المغرب وقع ميثاقا اجتماعيا مع الاتحاد المغربي للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وأفاد بلاغ لهيئة الباطرونا، أن هذا الميثاق الاجتماعي للتنافسية المستدامة والعمل اللائق الموقع، من قبل مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، وحميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، يهدف إلى "تعزيز التشاور وتعميق التفكير حول آليات وقواعد حق الإضراب، مع احترام الحرية النقابية وحرية العمل، بغية بناء علاقات اجتماعية جديدة، وخلق تعاقد اجتماعي جديد عادل من حيث الحقوق والواجبات بين كافة الأطراف المعنية".