بعدما خرج ممثلي المركزيات النقابية والباطرونا خاويي الوفاض من لقاء اللجنة العليا للحوار الاجتماعي، الذي جمعهم برئيس الحكومة الجمعة الماضية، سارع الكتاب العامون للنقابات ورئيسة الاتحاد العام للمقاولات إلى البحث عن صيغة أخرى للبحث عن مناخ تسوده الثقة بين أطراف العملية الانتاجية وذلك بعدما لم يحمل ابن كيران أي جديد للحوار الاجتماعي في الاجتماع الأخير. الصيغة الجديدة لتعزيز السلم الاجتماعي، هي التي حملتها صباح أمس، مريم بنصالح شقرون رئيسة الباطرونا إلى مقر الاتحاد المغربي للشغل بالدار البيضاء، لعرضها على مسؤولي نقابة المحجوب بن الصديق، ويتعلق الأمر ب«ميثاق اجتماعي من أجل منافسة مستدامة وعمل لائق»، الذي رحب به رفاق الميلودي مخارق الكاتب الوطني للنقابة، والذي وصف الميثاق في تصريح ل«الأحداث المغربية» ب« الوثيقة المهمة جدا» أهمية الميثاق، الذي وقعه الميلودي مخارق ومريم بنصالح، يقول قائد الاتحاد المغربي للشغل، تكمن في أنه جاء «ثمرة مفاوضات ومشاورات دامت عدة أسابيع بين النقابة والباطرونا»، وذلك بعدما توقف بالتفصيل عند الخطوط العريضة للميثاق، التي لخصها في تصريحه في أربعة مجالات وهي «الوقاية من النزاعات ، الحوار الاجتماعي وتشجيع حقل الاتفاقيات الجماعية، المطابقة الاجتماعية لعلاقات وظروف العمل، وأخيرا النهوض بالشغل والتنافسية» غير أن الميثاق، الذي حملته بنصالح لعرضه للنقاش مع رفاق مخارق لم يتوقف عند حدود المجالات التي سينظمها، فقبل أن ينفض حفل التوقيع اتفقا الطرفان على آليات تنفيذه، وذلك بعدم استقر رأي ممثلة رجال الأعمال وممثلي المأجورين، على«إنشاء لجنة متابعة تنفيذية وأربع لجن تقنية». ولم تقتصر رحلة مريم بنصالح للبحث عن ضمان تنافسية المقاولة وظروف العمل اللائق على مقر الاتحاد المغربي للشغل لوحده، فبعد توقيعها للاتفاق مع مخارق، شدت الرحال مباشرة إلى العاصمة الرباط، لملاقاة الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين حميد شباط، وفي حقيبها الميثاق نفسه، فشباط الذي استقبل ممثلة الباطرونا لم يتردد بعد التوقيع على الاتفاق في التأكيد على انخراط نقابته في هذه الرؤية الجديدة من أجل إنشاء نموذج اجتماعي جديد، وذلك بعدما أعتبر هو الآخر الميثاق ب«الحدث التاريخي». أما مريم بنصالح، التي تنتظرها محطات أخرى في رحلتها لترصيص جسور الثقة بين الرأسمال وقوة العمل، فمن المرتقب أن تكون قد إلتقت أمس بمحمد يتيم الكاتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل لمناقشة الميثاق والتوقيع عليه، وذلك في انتظار أن تجمعها لقاءات مماثلة مع كل من عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديموقراطية للشغل ونوبير الأموي زعيم الكنفدرالية الديموقراطية للشغل، فممثلة رجال الأعمال، وفي سعيها لتوفير شروط العمل والتنافسية، قالت أن الهدف من الميثاق هو « إعطاء دينامية قوية للاقتصاد الوطني لرفع التحديات للاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المغرب».