أين وصلت أزمة الحكومة مع الحكومة؟ باستثناء صرخة الغضب التي رفعها كريم غلاب في وجه عبد الإله بنكيران, والرجلان مؤثران في حزبيهما جدا, لا شيء في الأفق يدل على أي جديد. شباط كان في البيضاء لمواصلة مايعتبره "جهاده ضد بنكيران", وهذا الأخير يواصل الهروب من حل المشكل بادعاء أن كل شيء على مايرام, وبأن شباط عليه أن "يفكها بسنيه بعدما عقدها بيديه" مثلما يقول مأثور المغاربة الشهير. المغاربة أنفسهم الذين يعتبرون أن زمن اللعب بهم وبحياتهم العامة قد مضى وانقضى, ويتصورون أن طبقتهم السياسية ملزمة بقليل احترام وتوقير لهم, وذلك بتفادي إبقائهم رهائن وضع سياسي غير سوي, تتعطل فيه مصالح الناس, وتتوقف في المشاريع الكبرى للبلد منتظرة أن يرضخ أحد الأطراف السياسية للطرف الأخر. ومصلحة الناس في كل هذا؟ لا أحد يطرح السؤال اليوم, فقد ظلت مصالح المغاربة معطلة ومؤخرة, وظلت مصالح الطبقة السياسية مقدمة عليها على الدوام. وقد اعتقدنا أن حكومة ستكون نتاج سنة 2011 وشعارات "إرحل" الشهيرة التي هزت العالم العربي هي الحكومة المفتاح للأزمات, وطريقة مقاربتها للشأن العام ستكون مغايرة, لكن على مايبدو كان حجم الوهم في انتظاراتنا أكبر من الواقع. لنواصل الانتظار إذن.