بعد أن قاطعت المعارضة البرلمانية جلسة الأسئلة الشهرية لرئيس الحكومة، هاهي الباطرونا بقيادة مريم بنصالح تلتحق بركب معارضي بنكيران، وتقرر أن تقاطع زيارة أردوكان إلى المغرب وألا تلتقي بالوفد التركي الذي سيصاحبه . شيء ما ليس على مايرام لدى الرجلين إذن، سيؤطر لقاءهما وسيحكم عليهما بأن يهتما به. زعيم العدالة والتنمية التركي يترك وراءه مظاهرات حاشدة في أنقرة وإسطنبول تطالبه بأن ينقص قليلا من حدة تحكمه في كل شيء. وزعيم العدالة والتنمية المغربي يذهب إلى لقاء نظيره العثماني وهو مثقل بالمقاطعات المتتالية من طرف قوى السياسة في البلد، ومن طرف قوى الاقتصاد، وهما معا وإن واصلا سياسة الهروب إلى الأمام، وادعيا أن المظاهرات في أنقرة يحركها اللصوص مثلما قال أردوغان، أو أن المعارضة في المغرب تحركها التماسيح والعفاريت ملزمان بمراجعة الكثير من أوراقهما، وملزمان بالاستماع إلى نبض الشارع في البلدين. نعم لاستفادة حقيقية من النموذج التركي مثلما يقول الكثيرون اليوم، لكن لتكن الاستفادة في الاتجاه الملائم: اتجاه قراءة الأوضاع القراءة السليمة ، لا القراءة المغرضة التي تدفع في اتجاه تملص المسؤولين من مسؤولياتهم تجاه البلدان التي يتولون تسييرها وتحمل إدارة الشأن العام بها .