"خمسة أشياء يجب أن تعرفها عن تركيا"، هذا هو عنوان المقال الذي نشرته صحيفة "ذي تلغراف" البريطانية بخصوص ما يقع في تركيا، حيث تشير هذه اليومية أن سبب التظاهرات لا يعود بالضرورة إلى المشروع المعماري الذي يعتقد العديد أنه من أخرج الآلاف إلى الشارع، بل لأن السبب الأول هو الإيديولوجية السياسية التركية، حيث تُعرف تركيا بأنها دولة علمانية منذ 1920، لكن الأتراك لم تعجبهم محاولة حزب العدالة والتنمية تطبيق بعض القيم الإسلامية على المجتمع حيث تم تمرير قانون الشهر الماضي يمنع بيع الخمور من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية الساعة السادسة صباحا، ومنع تناوله بالمطاعم القريبة من المدارس والمساجد، كما حاولت الحكومة تمرير قانون يمنع التقبيل في الأماكن العامة. ثانيا، وبعد أن فاز بثلاثة انتخابات متتالية وحصوله على دعم أمريكا والزعماء الغربيين، يفكر أردوغان في وضع دستور جديد يمنحه صلاحيات رئاسية أكبر، مما تسبب في موجة غضب شعبية عارمة، هذا بالإضافة إلى محاكمة الصحفيين والمثقفين-يوجد عدد كبير من الصحفيين وراء القضبان بتركيا أكثر من أي بلد آخر في العالم، حسب لجنة حماية الصحفيين- ثالثا، حين وصل أردوغان إلى السلطة سنة 2000 كان الغرب يرى في تركيا نموذجا لدولة علمانية ديمقراطية بأغلبية مسلمة، كما أن سياسة أردوغان الاقتصادية مكنت البلاد من الخروج من مرحلة عصيبة، وسمحت لها بتفادي تفادت الأزمة الاقتصادية التي عصفت بجيرانها، لذا فالاقتصاد-حسب "ذي تلغراف" لا يعتبر سببا من بين أسباب اندلاع المظاهرات في تركيا. رابعا، تشير صحيفة "ذي تلغراف" أن المظاهرات امتدت لتصل إلى 67 مدينة تركية، بما في ذلك العاصمة أنقرة، مؤكدة أن أغلب المتظاهرين شبان علمانيون ومتعلمون ومسالمون حصلوا على دعم من طرف شرائح أخرى من المجتمع كسائقي الطاكسيات الذين يطلقون أصوات منبهات سياراتهم تضامنا مع المتظاهرين والمسنين الذين عبّروا عن مساندتهم لهم من خلال العديد من أشكال الاحتجاج. خامسا وأخيرا، تخلص "ذي تلغراف" أن رد السلطات على الاحتجاجات كان عنيفا وزاد من حدة غضب المتظاهرين، خصوصا أنه قد تم تسجيل إصابة المئات منهم. رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان اعترف بهذا الخطأ، لذا انسحبت القوات التركية من مركز اندلاع المظاهرات بساحة تقسيم بإسطنبول مع تسجيل تدخلها في أماكن متفرقة من هذه المدينة.