بعد أن ضاقت به السبل جراء مطاردته من قبل عناصر الأمن أين ما حل أو ارتحل بزقاق وأحياء مدينة سلا، قرر نجل كولونيل الذي يبلغ من العمر32سنة الفرار إلى مدينة فاس بعد أن شاع خبر تورطه في قضية نصب واحتيال، فيما بات يعرف بفضيحة ” المزاد العلني لبلدية سلا” التي وقع ضحيتها أربعة تجار في مجال بيع السيارات والدراجات المستعملة من البيضاء، لعملية نصب واحتيال من قبل بعض موظفي بلدية سلا، وشخصين آخرين كانا في حالة فرار، قبل أن يجري اعتقال الأول بالعاصمة العلمية من قبل الشرطة القضائية لأمن سلا بعد أن تعقبته إلى هناك، وإيقاف الثاني بأحياء مدينة سلا. اعتقال نجل كولونيل سابق في صفوف الجيش، وشريكه اللذان كانا في حالة فرار، أماط اللثام عن الشق الخفي المتعلق بفضيحة ” المزاد العلني لبلدية سلا” الذي كشف عن تورطهما في الحصول على مبالغ مالية التي ارتفعت إلى 221 مليون سنتيم، من أربعة تجار من مدينة الدارالبيضاء في مجال السيارات والدراجات المستعملة، بعد أن أوهمهم رئيس قسم المالية “المزعوم” أبوحيدة ببلدية سلا، والمعتقلين سالفي الذكر أنهم باستطاعتهم كل من موقعه، أن يمرروا لهم “صفقة” من السيارات والدراجات النارية المحجوزة من طرف مصالح الأمن في المستودع البلدي لمدينة سلا، والتي كانت عرضت في المزاد العلني، وأرست على أحد معارفه، وأنه بوسعه أن يمرر لهم هذه الصفقة، مقابل مبالغ مالية بلغت حوالي 221مليون سنتيم، وأن المسماة أمينة الكاتبة الخاصة لعمدة سلا ستعمل على تحضير وتوقيع كل الوثائق الضرورية في هذه العملية، مقابل مبلغ مالي يقدر ب 3500 درهم. وبعد أن تم إقناع “الضحايا” بهذه “الهمزة” وبضرورة الإسراع للظفر بها، حسب مصدر وثيق الاطلاع، قدم “الضحايا” المبلغ المومأ إليه، على شكل دفوعات، مقابل حصولهم على وصولات مختومة وموقعة من طرف الجماعة الحضرية لسلا، غير أنهم حين توجهوا إلى المحجز البلدي لسحب المحجوزات التي اشتروها فوجئوا بأن كل الوثائق المتحصل عليها من لدن المتهم الرئيسي “أبو حيدة” ومشاركيه “فالصيفي” أي مزورة، ولا أساس لها من الصحة، حينها أحسوا أنهم وقعوا في مصيدة النصب والاحتيال. موظف الجماعة المتهم الرئيس في هذه العملية الشائكة الذي لم يكن سوى (عون خدمة ومكلف بالشؤون الثقافية) وليس رئيس قسم المالية بالبلدية كما يدعي، عمل برفقة موظفة بكتابة الرئيس، ومشاركيه المعتقلين حديثا، اللذان كانا يقومان بدور الوساطة بإيهام تجار البيضاء برسو صفقة بيع محجوزات مكونة من سيارات وشاحنات وناقلات في المزاد العلني على شخص آخر، وأن الأخير يريد بيع ما ظفر به في المزاد العلني، وبإمكانهم تحويل تلك المحجوزات لفائدتهم. نور الدين لزرق، عمدة مدينة سلا، بمجرد علمه بالواقعة، وجه شكاية في الموضوع عن طريق محامي الجماعة، وعلى ضوء الشكايات المذكورة اعتقلت الشرطة القضائية المتهم الرئيسي “أبو حيدة” ومن خلاله اعتقال الكاتبة الخاصة لعمدة سلا، في حين ظل نجل الكولونيل وشريكه في حالة فرار إلى أن وقعا في نهاية الأسبوع الذي ودعناه في شراك مصالح أمن سلا. نجل كولونيل وشريكه أحيلا من طرف الشرطة القضائية على أنظار الوكيل العام باستئنافية الرباط، بتهمة تكوين عصابة إجرامية، النصب والاحتيال، والتزوير في محررات رسمية واستعمالها، وبعد الاستماع إليهما من طرف أحد نواب الوكيل العام أمر بإيداعهما السجن المحلي بسلا على ذمة التحقيق، على اعتبار أن كل الدلائل تفيد تورطهما إلى جانب المتهم الرئيس “أبوحيدة” الذي يقبع منذ مدة في سجن سلا، في حين كان أخلي سبيل كاتبة العمدة بكفالة في وقت سابق وهي تتابع في حالة سراح.