نائب وكيل الملك بأكادير يغمى عليه بعد نعته ب” الحمار، ودون مستوى الكسال” عكس مدينة ميدلت التي يتهم فيها نائب وكيل الملك بإهانة مواطن، انقلبت الآية خلال أول أمس بمحكمة أكادير الابتدائية رأسا على عقب، فقد انهالت موظفة بمستشفى الحسن الثاني على نائب وكيل الملك أحمد أيت الله بسباب لاذع أمام عموم الموظفين والقضاة والمتقاضين ” سير يا الحمار، أنا ما نديرك حتى كسال في الحمام، آ الموسخ، والله حتى نخرج عليك كيف درت لرئيس الدائرة السابعة” كانت السيدة تغلي مؤكدة أن نفوذها يصل الديوان الملكي. نائب وكيل الملك، بعد الذي وقع قصد رئيسه المباشر المسؤول الأول على النيابة العامة بالمحكمة متوترا ليشكو له ما جرى. بعد الاستماع إليه استقبل المشتكية، واستمع إليها وهي ما زالت في حالة فوران بسبب التوتر وشكايتها التي رفعتها ضد جيرانها، لتؤكد أن غضبتها ناتجة عن عدم إعطاء نائب الوكيل أية أهمية لشكايتها، وأنه رمى بها. المسؤول عن النيابة العامة الأستاذ عينوس، رد على نائبه المشتكي بأن يكتب تقريرا في الواقعة فلم يستسغ ذلك، وأن توضع شكايته جانبا، ليرد عليه ” إيلا ما عجبك الحال سير شكي عند الوكيل العام للملك”يؤكد زملاء له حضروا الواقعة . تعبير الرئيس المباشر، وردة فعله تجاه زميله، لم يستسغها الاستاذ أحمد أيت الله، فأغمي عليه وتم نقله إلى مصحة خاصة، وسلمت له شهادة طبية حددت العجز في 22 يوما. وخلال صباح أمس بدت المحكمة الابتدائية متحركة على غير المعتاد. القضاة أجروا مشاورات بينهم، وقرروا عقد اجتماع طارئ عشية أمس، في إطار نادي القضاة بالمغرب فرع أكادير، لتقييم واقعة الشتم، وما تلاها من احتقانات، والخروج بموقف جماعي مسؤول. كما عقدت الجامعة الوطنية للعدل عشية أول أمس اجتماعا خرج ببلاغ غاضب، اعتبر الواقعة ” صدمة مزدوجة” نتيجة “الإهانة اللفظية اللاذعة التي مست جسم القضاء في شخص الأستاذ أحمد أيت الله، وعدم اتخاذ أي إجراء احتياطي في حق المعنية بالأمر من قبل وكيل الملك”. كما عبر عن تضامنه المطلق مع ممثل النيابة العامة المهان. في نفس السياق تعقد النقابة الديمقراطية للعدل اجتماعا لتقييم هذه الحالة، واعتبر المحامي علي العكيد من جانبه ما وقع سابقة خطيرة، ومساسا بهيبة القضاء والاحترام الواجب له، وأن هذا الفعل لا يجب السكوت عنه، لأنه يمس أحد أركان الدولة وهو السيادة. مقربون من نائب وكيل الملك المهان، أكدوا أنه صرف المشتكية لكونه غير مسؤول عن تلقي الشكايات في ذلك اليوم، وأن هناك مكتبا مخصصا لتلقي الشكايات،ولم تستسغ رفضه استلام شكايتها، لتنطلق بشتائمها مثل مدفع بصوت عال أخرج كل الموظفين من مكاتبهم. وأكدت المصادرذاتها أنهم، مستعدون للشهادة حول ما تلفظت به هذه المشتكية، مستنكرين عدم إحالتها على الشرطة وعدم اتخاذ إجراءات احتياطية بشأنها، غير أن وكيل الملك الأستاذ عينوس أكد للجريدة أنه لمس أن هذه السيدة في وضعية نفسية غير عادية، إلى جانب رفض نائبه كتابة تقرير، فقال له بالفعل إن باب الوكيل العام مفتوح إذا لم يتقبل هذا الإجراء.واعتبر تصرفه يدخل في باب المساواة، وأنها ليست المرة الأولى التي ينصف فيها موظفين أهينوا أثناء أدائهم لعملهم. إدريس النجار تصوير: إبراهيم فاضل