شرع العمال يوم الجمعة الماضي، في قلع إطارات وأبواب مدرسة الفضيلة العتيقية بإنزكان، بينما أخذت الجرافات مكانها لإنزال معالمها، فجأة حل مدير الأكاديمية علي براد، وشرع في الصراخ بملء صوته على المسؤولين الذين وجدوا لحظتها بعين المكان، «تحياح المدير” وانفعاله وصراخه وصل كل الحاضرين، لينتقل نحو عامل الإقليم، ويبلغه رفض الأكاديمية للهدم دون استشارة مصالح وزارة التربية الوطنية. كما دبج في حينه تقريرا مستعجلا رفعه إلى وزير التربية الوطنية ليتخذ القرار المناسب. مدير الأكاديمية أكد ل«الأحداث المغربية» أن قرار الهدم اتخذه رئيس المجلس البلدي لإنزكان، وصادق عليه عامل الإقليم، ولم يستشر أي طرف من مصالح وزارة التربية الوطنية في الأمر، رغم أن المجال العقاري تابع لها. وأضاف المدير الجهوي أن المجلس البلدي كشف عن نيته في رغبته في تفويت المجال إلى لوبي العقار وجعله موقفا في البداية تمهيدا لبيعه. فيما مصالح المجلس البلدي تعتبر أن الهدم عاد ويدخل في مجال كل البنايات الآيلة للسقوط والمهددة لحياة السكان مثل مصلحة البريد التي هدمت مؤخرا. علي براد أضاف أنه التقى بعامل الإقليم يوم الجمعة وعبر عن رفضه لاقتراح العامل الذي يقضي بأن تتقدم مصالح وزارة التربية الوطنية إلى مركز الاستثمار للتنافس على الاستثمار فوق عقار هذه المدرسة التابع لها لوزارة التربية الوطنية، والذي يساوي حاليا حوالي 6 ملايير سنتيم. فهذا المجال حتى لو تقرر تهديمه من قبل المجلس البلدي، يبقى من حق الأكاديمية أن تحوله إلى مركز للتوجيه، أو إلى مركز للأعمال الاجتماعية وغيرها من المقترحات، يؤكد علي براد. على عجل، كذلك خرجت نقابة التعليم ” الفدش/ والكدش” ومؤسسة الأعمال الاجتماعية، والجماعة الوطنية لموظفي التعليم، والجامعة الحرة للتعليم ببيان استنكاري يحمل رقم 1 ، أعلن عن وقفة احتجاجية استنكارية تحتج على عملية الهدم، واعتبرتها هذه الإطارات مشبوهة تخدم لوبي العقار على حساب مصالح الشغيلة التعليمية، ودعوا إلى وقف ما أسموه وقف مخطط السطو على المؤسسة. عملية الهدم بدأت بقطع الاشجار المحيطة بهذه المؤسسة، التي بنيت سنة 1953 فوق مساحة 3500 متر، بحي الملاح وعرفت سابقا بالمدرسة الإيربية وشكلت مؤسسة تربوية لأبناء اليهود والنصارى، قبل أن تحمل اسم الفضيلة، فأصبحت مدرسة تابعة لوزارة التربية الوطنية، وفي سنة 1984 توقفت بها الدراسة. فجاء قرار الهدم من قبل المجلس البلدي بدعوى تهديدها للأمن العام للمارة، وتمت المصادقة عليه من قبل عامل الإقليم يوم الخميس الماضي، وفي اليوم الموالي دخلته الجرافات ومعاول الهدم. إدريس النجار تصوير: إبراهيم فاضل