بعد يوم طويل بردهات المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، انتقلت عائلات ضحايا تفكيك مخيم “إكديم إيزيك” إلى مقر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بنفس الحي بأكدال بالعاصمة مساء الجمعة المنصرمة. الأمهات اللواتي حضرن وآثار الدموع لا تزال بادية على وجوههن جراء استفزازات المتابعين بتهم قتل ذويهم لم تراع شعورهن، جلسن وأب عبد المجيد أطرطور يشدد على ضرورة إنصاف ضحايا هذه الأحداث من خلال معاقبة الجناة. تنسيقية عائلات وأصدقاء ضحايا أحداث تفكيك مخيم “إكديم ازيك” رفعت لواء التعريف بما يسمونهم: “الضحايا الحقيقيون بعد ظهور نوع من الغموض والخلط حول ما جرى وهو أن الضحايا كانوا من صفوف قوات حفظ الأمن والوقاية المدنية وهؤلاء هم الضحايا وليس العكس وهم من تعرضوا للاغتيال والتمثيل بجثثهم وتعريضهم لأبشع الأعمال غير الإنسانية” يقول أحمد أطرطور, عن التنسيقية. على أن العائلات وأصدقاء الضحايا عبروا عن استغرابهم للتأخير الذي طال القضية في مسارها القضائي حيث أدى إلى: “حجب الهمجية التي طبعت الأفعال”. هذا التأخير ضاعف من حجم مأساة عائلات 11 فردا من القوات العمومية سقطوا وحوالي 70 أصيبوا في نونبر من سنة 2010 عقب الأحداث التي رافقت تفكيك المخيم المذكور نواحي العيون المغربية. غير أن حديث أطرطور وباقي عائلات الضحايا عن المأساة التي عاشوها لأكثر من سنتين على فقدان ذويهم لا تنسيهم حرصهم على المطالبة بمحاكمة عادلة وفق الشروط التي يكرسها القانون. إلا أن أب عبد المجيد أطرطور, حز في نفسه أن يلقى المتهمون اهتماما حقوقيا دون الالتفات إلى الضحايا وذويهم: “يجب التعريف بآلام عائلات الضحايا الذين ماتوا غدرا وبطرقة وحشية، المنظمات الدولية غير الحكومية والجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان٬ وكل الهيئات الأممية ذات الصلة بهذه القضايا٬عليهم دعمهم ومساندتهم لتحقيق محاكمة عادلة٬ والتي بالنسبة لهم تؤمن إحقاق الإنصاف لأقاربهم و أبنائهم و إخوانهم وآبائهم٬ الذين اغتيلوا خلال عملية التفكيك السلمي لمخيم “إكديم ازيك”. مناشدة تنسيقية عائلات ضحايا “إكديم إيزيك” بالتعريف بمعاناتهم, هي ما استجابت له المنظمة المغربية لحقوق الإنسان التي شهد مقرها الندوة الصحفية الجمعة الأخيرة لتقوم : “بتنصيب ثلاثة محامين في إطار الملاحظة لمتابعة المحاكمة وندعو أعضاء التنسيقية إلى توحيد جهودهم من أجل الدفاع عن شهداء الواجب الوطني” يقول مسعود بوعيش عضو المكتب الوطني للمنظمة. وعن تعبير عائلات الضحايا عن صدمتهم إزاء تصرف المتهمين المستفز لمشاعرهم, سيستغرب أحد الملاحظين الدوليين من إسبانيا هذا التصرف داخل قاعة المحكمة قائلا: “لقد أدهشني أن أرى المتهمين لدى وصولهم إلى المحكمة وهم يطلقون العنان لفرحتهم دون أي اعتبار لمشاعر الأسر المكلومة”. أكثر ما سيزيد المراقب الإسباني في استغرابه هو وجود محامين من بلده يدافعون عن هؤلاء المتهمين حيث اعتبر أن: “الأمر أخجلني كثيرا”. العائلات التي أعادت أول جلسة لمحاكمة 24 متهما في الأحداث يوم الجمعة الماضي نكأت جروحهم من جديد, ولن يخفف منها سوى التعجيل بالبت في القضية وهو ما استجاب له القاضي بعدم مد مهلة أكثر من أسبوع لتكون الجمعة القادمة ثاني جلسة ستخصص للشهود الذين تم استدعاؤهم. مصطفى بوركبة