الحرب ضد الخنزير البري تنطلق. البداية كانت من ضواحي مدينة الرباط. مصالح المياه والغابات تشن حملة واسعة للقضاء على أعدادها المتزايدة. «قبل التحرك تم معاينة الخسائر التي ألحقت بالكولف الملكي و ممتلكات المزارعين غير بعيد عن غابة تمارة بدار السلام .. » هكذا وصف حسن مهنة رئيس قسم تدبير الوحيش وتربية الأسماك بالمياه القارية بالمندوبية في حديثه للجريدة دوافع التحرك وعملية المطاردة. المسؤول استطرد قائلا « استعنا من أجل هذه المهمة بقناصين محترفين وثلاثين فردا للمساعدة، كما تم استخدام الكلاب المدربة أثناء العملية». التكاثر والخسائر المادية كانت ملحوظة. إتلاف للعشب والأشجار تقدر بالملايين من الدراهم وخاصة بالكولف بدار السلام .وكذا على مزارع الساكنة المجاورة. هجومات الخنزير لاتصيب فقط الطبيعة، بل إنها تطال سلامة مستعملي الطريق الرابط بين الرباط و الرماني. التحرك الليلي لمجموعات منهم خاصة في الفترة الليلية، بحثا عن الطعام يعتبر حسب المسؤول « السبب في تنامي حوادث السير الطرقية بهذه المحاور » . لتعميم الحملة الشرسة على مختلف مناطق المغرب. المندوبية السامية للمياه والغابات تعرض استراتيجيتها للتخفيف من الأضرار. « هدفنا ليس التقليص من هذه الحيوانات فقط. بل التحكم في تكاثره، خاصة أننا رصدنا أزيد من 300 نقطة سوداء تهم تكاثر هذا الحيوان في مختلف جهات المملكة». المندوبية قبل « نزولها» إلى المناطق السوداء أعدت برنامجا واسعا للعملية . أزيد من 800 عملية إحاشة. ورصد حوالي 4095000 درهم كغلاف مالي للعمليات. بالنسبة لحسن مهنة فإن ” المندوبية وأمام هذا التكاثر المتزايد للخنزير البري وتأثيراته السلبية على أمن ساكنة المناطق المجاورة، قامت بإعداد خطة استراتيجية للحد من هذا التكاثر » المسؤول أضاف « الخطة تتلخص في ثماني نقط منها إعداد خريطة للمواقع المعرضة للضرر والتي يصطلح عليها إسم “النقط السوداء” إضافة إلى تبسيط أكبر للإجراءات الإدارية. تعميم اعتماد مخطط قنص الخنزير البري وتدبير أعداده. إدماج ظاهرة تكاثر الخنزير في إعداد الدراسات المتعلقة بتهيئة الغابات. ثم زيادة عن تحسين المعارف المتعلقة بالخنزير و التدخل بفعالية لضبط أعداده في المناطق المحمية ». عملية مطاردة الخنزير البري أو مايعرف ب الاحاشة بدأت في مرحلتها الأولى من ضواحي الرباط . العملية التي تعتبر الثالثة مكنت من قتل حوالي 20 خنزيرا بغابة دار السلام. أما المحطة الحالية – حسب المسؤول- فهي مستمرة في الوقت الحالي بنواحي تارودانت وبالضبط بأولاد عيسى. قوافل القناصيين المحترفين، وبمساعدة السكان المحليين تتحرك في الغابات للقضاء على الأعداد المتزايد من الخنزير البري. حملات كانت « مثمرة » خاصة إذا علمنا أن عدد الإحاشات التي نظمتها في السنة الماضية بلغت 1945 مطاردة مع إبادة 8800 خنزير بري أي بزيادة 71 في المائة مقارنة مع سنة 2011. أرقام كانت كافية للمندوبية وقناصييها للإبقاء على عنصري المراقبة واليقظة بشكل دائم.