خمس اتفاقيات شراكة. عشرة مشاريع. ستة ملايين درهم. أرقام ومعطيات كانت عنوانا لبرنامج أراد له مهندسوه أن يكون «طموحا واستعجاليا» لتنمية المحيط المنجمي. ملامحه الرئيسية كانت حاضرة وبقوة يوم الجمعة الماضي بمدينة تنغير. على الساعة العاشرة صباحا، تحول المركز الثقافي للحي المنجمي، إلى قبلة لعدد من الشركاء. جمعيات محلية. قطاعات حكومية، ثم مؤسسة مناجم. أما الغاية فهي تدشين المحطة الخامسة لتنزيل روزنامة المشاريع التنموية على أرض الواقع. تحقيق هذا المخطط التنموي للمناطق المحيطة بمنجم إميضر لم يكن سهلا كما أجمعت الشهادات. كان لابد من توفير أغلفة مالية «المخطط رصد له ميزانية تقديرية بحوالي ستة مليون درهم، دون احتساب مشاريع الطرق والبنية التحتية الموازية» يقول أحد مسؤولي شركة مناجم أثناء العرض الصباحي بالمركز. مشاريع تتوزع بين الأنشطة المدرة للدخل، وتوفير مناصب شغل، ثم الربط بالماء والكهرباء. المؤسسة لن تكتفي بتحمل هذه النفقات، بل ستقوم بالدعم التقني للمخطط، ثم تعبئة مانحين جدد للبرنامج. «ما قمنا به من عمل إلى حد الآن من شأنه تحفيز جهات أخرى للانخراط الميداني، وتسطير أوراش من شأنها تحسين عيش سكان المنطقة» يصرح بتفاؤل يوسف الحجام، المدير العام لأنشطة المعادن النفيسة بمجموعة مناجم، لحظات قليلة على توقيع اتفاقيات الشراكة. قبل الوصول إلى محطة تتغير، كانت البداية من مدينة زاكورة، وبالتحديد في أبريل الماضي. منتدى بدائل المغرب والنسيج الجمعوي للتنمية والديموقراطية بزاكورة ومناجم المغرب، يلتئمون للتشاور. الهدف صياغة مخطط لتنمية المناطق المنجمية. إذا كان المخطط الأولي لسنة 2012 استهدف تلبية الحاجيات الآنية للساكنة المحلية، فإن المخطط الاستراتيجي 2013-2015 يروم توسيع دائرة الشركاء المنخرطين. الفاعلون المنخرطون وضعوا خلال لقاء زاكورة خارطة طريق. أبرز معالمها، دعم المستوى التقني والبشري والمالي لتحقيق الأهداف، وتعبئة الموارد الإضافية لانجاز المخطط، ثم التحرك بشكل خاص في اتجاه السلطات المحلية من أجل بناء برامج مهيلكة، تشمل الطرق والمستشفيات والمدارس.. عبد الرحيم شهيد وهو من الفعاليات الجمعوية بالمنطقة ورئيس النسيج الجمعوي من أجل التنمية والديموقراطية، صرح للجريدة على هامش حفل التوقيع أن المشروع «يدخلنا في إطار مسلسل من التشاور التشاركي مع جميع الفاعلين منذ تسعة أشهر.. وهو يترجم تحرك المؤسسة الاقتصادية نحو محيطها الاجتماعي لتدبير تعقادات جديدة في إطار المسؤولية الاجتماعية للمقاولة». اتفاقيات مجموعة مناجم وبقية الشركاء، تتوزع بين مشروع تأهيل مراكز متعددة الاختصاصات للمرأة القروية بجماعة واكليم، ودعم تمدرس الأطفال بالوسط القروي، والتجهيز الطبي لمركز معالجة داء القصور الكلوي بتنغير، زيادة على مشروع اقتناء حافلة النقل المدرسي لفائدة التلاميذ. الاتفاقية الخامسة من المخطط تهم تجهيز رياض الأطفال لفائدة الجمعيات بالمدينة. بعد انتهاء حفل التوقيع، انطلق الجميع للوقوف على أولى هذه المشاريع المنجزة. كانت الوجهة إلى قروية تيمضروين على بعد كلمترات من المدينة. هناك تم الوقوف على مشرورع توسيع خطارة لتمكين الساكنة من ماء السقي والشرب. مشروع يرمي إلى توسعة الخطارة، وتمرير قنوات مائية تحت الأرض لمسافة 200 متر، لسد الخصاص من الماء. تنمية المناطق المنجمية. هاجس أقر به الجميع. عمل الشركاء لم ينته «محطة تنغير، ليست سوى بداية لعمل موسع، ندعو الجميع إلى المساهمة في تحقيق أهداف تخدم التنمية» هكذا أجمع المشاركون وهم يغادرون ورش توسيع الخطارات. كان الجميع يدرك أن خطوة جديدة لتحسين ظروف عيش السكان والتخفيف من عزلتهم، قد بدأت في انتظار محطات أخرى قد تساهم في لجم احتقان اجتماعي مافتئ يتزايد يوما عن يوم بالمنطقة