« الشعب يريد اسقاط البراكة» شعار رددته حناجر ساكنة حي المسيرة، والبرادعة ( إأكبرو تجمع صفيحي وسط المدينة ) يوم أول أمس السبت، وهم يقفون بالعشرات بمحاذاة شارع الرياض، تحت مراقبة أمنية لصيقة للمحتجين الذين طالبوا ب«محاسبة كل الفاسدين الذين تلاعبو بملف السكن داخل المدينة، وتسببوا في عرقلة عمليات إسكانية وعمقت من أزمة المعنيين بها». خروجهم المتكرر للاحتجاج والتظاهر سواء بحي البرادعة أوالمسيرة ليس بالأمر الجديد، فقد كانوا هنا منذ أسبوع فقط، يحملون نفس الللافتات و ييرددون الشعارات، يعلنون من خلالها تشبتهم بمشروع إعادة الهيكلة على قاعدة توزيع البقع الأرضية بالتساوي، والعمل على تجهيز الحي الذي ستتم هيكلته بكل التجهيزات العمومية. » لقد فوجئنا بعد مرور كل هذه المدة وإعلان قرب القضاء على دور الصفيح ضمن برنامج المحمدية 2008 بدون صفيح ، والذي كان من بين نقطه إعادة هيكلة الدواوير بأن هذا الموعد كانت مجرد ربح للوقت ، حيث تبخرت تلك الوعود دون سابق إنذار » يعلق أحد القاطنين من سكان حي المسيرة، الذي كان يتحدث عن المسار الذي قطعه المشروع الأول، والوعود المقدمة للسكان. قبل أن يضيف « المشكل أن السلطات المعنية، بررت هذا التراجع باستحالة إعادة الهيكلة لدواعي تقنية، لكن الحقيقة أن الهدف يمكن في تمرير المشروع الجديد الذي يرمي إلى نقل الدوار إلى منطقة عين تكي، حيث أن أكثر من ثلثي الساكنة ستسفيد لكن خارج اللمدار الحضري، مما يلخص حجم معاناة المئات من الأسر هنا». بيان المحتجين الذي تم توزيعه أثناء الوقفة، حمل السلطات المعنية مسؤولية الوضع الحالي، وطالب بضمان الدولة إستفادة الأسر من السلف بسعر مناسب وبأداء شهري حسب كل أسرة. ودعا من جانب آخر السلطات إلي الكشف عن كل أراضي الدولة داخل المدارل الحضاري. الأحياء الصفيحية التي كانت موضوع إعادة الهيكلة، في إطار برنامج مدن بدون صفيح، والذي حدد له كموعد 2008 ، عرف بروز مشاكل تتعلق بتعدد القاطنين في «براكة» واحدة، وتعدد الصعوبات أثناء إعادة هيكلة التجمعات الصفيحية، كما هو الحال بالنسبة لحي المسيرة، والبرادعة، حيث استبعدت العديد من المصادر من القطاع أن يتمكن مشروع إعادة الهيكلة من تجاوز هذه المعيقات وانجاح هذه العملية على أرض الواقع، خاصة تلك التي لها علاقة بصغر المساحة، وتواجد دوار المسيرة فوق تجزئة للخواص، علاوة على أن الإحصاء الذي اعتمد أثناء التوقيع على عقدة المدينة يرجع الى سنة 1991، يوم كان عدد الأسر لاتتجاوز 15 ألف أسرة في الوقت الذي يضم الحي حوالي 4 آلاف براكة حاليا. أما الإكراهات الأخرى المطروحة ، حتى في حالة التسليم بامكانية التغلب على جزء من هذه المشاكل، فإن وجود براريك تتجاوز مساحتها 100 متر وأخرى تقل عن 20 مترو يطرح بدوره مشاكل في إعادة تقسيم البقع.