أخيرا تهب نسائم الحرية على بلدة إميضر بتنغير. كانت البداية من قلب محكمة الاستئناف بورزازات. كان ذلك يوم أول أمس الاثنين ثامن أكتوبر. عائلات المعتقلين الخمسة والدفاع يضعون أيديهم على قلوبهم. الانتظار والترقب يخيمان على وجوه الحاضرين.. قبل بداية الجلسة. سيدة في عقدها الخامس تخاطب إبنتها « الله افك وحايلهم على خير .. ويعيدوا معا واليداتهم..». أحد المحامين، كان بالقرب منها رد عليها بالقول « غادي نطلبوا السراح والتأجيل.. راه كاينين محامين كثار باغين ايدفاعوا عليهم ..». خلال أطوار الجلسة، كان محمد بناصر، وزملاؤه الأربعة، يقبعون في السجن المحلي إلى حدود المساء. كانوا يمنون النفس أن تكون جلسة الاثنين نهاية لكابوس. شبح الحكم بسنتين يطاردهم . في الساعات الأخيرة من المساء جاء الفرج. المحكمة تقرر إطلاق سراحهم لكن بشروط. « لقد أيدت حكمها الابتدائي. لكن الجديد أنها قضت بوقف تنفيذه..» يقول فاعل حقوقي بالمدينة. ارتسامات كانت قاسما مشتركا بين العائلات والدفاع. «كان أمل الجميع أن يتم تبرئتهم من التهم.. » يضيف الفاعل بحذر شديد. فصول القضية بدأت في يوليوز الماضي. المحكمة ترفض التأجيل . هيئتها اعتبرت آنذاك عناصرها جاهزة للبث. أصدرت حكمها القاضي بسنتين سجنا لكل واحد منهما كما حملتهما الصائر. أما التهمة فهي تخريب ممتلكات عمومية. تحكي زوجة أحد المعتقلين بكثير من الحرقة، والدموع تنساب بحرارة على خدها الشاحب. كيف أنها عاشت محنة يومية في سبيل ضمان قوت أسرتها الصغيرة. قالت وبنبرة حزينة ” كان خدام عادي، مادار والوا راجلي بريئ، بغيناه ارجع لوليداتوا ». المعتقلون الخمسة تم اعتقالهم يوم 12 يوليوز االماضي. هم بناصر محمد ساكن بدوار ايت امحند إميضر ، وهو رئيس جمعية تيفاوين للتنمية و الماء الصالح للشرب،كريم لحسن: وهو عضو بنفس الجمعية. وعمر الطيب، والجهاد محمد، عاطل عن العمل ،وفاسكا لعداد: 24 سنة معطل حاصل على الاجازة بالدراسات الانجليزية. « “حركة على درب 96 ” وهي تتابع الملف دخلت على الخط منذ البداية. اعتبرت المحاكمة « تصفية حسابات موجهة ضد ابناء إميضر لكسر شوكة اعتصامهم الذي بدأ منذ غشت 2011 بجبل ألبان». النشطاء الخمسة، تم اعتقالهم من طرف الدرك الملكي بتنغير في صيف الماضي. كان ذلك على خلفية شكاية رفعت ضدهم من طرف مقاول مكلف بمشروع توسيع دار الشباب بإيميضر. هذا الأخير إدعى تعرضه للاعتداء وتخريب وهدم مواد البناء و جدران الورش. تهم نفاها دفاع المعتقلين ثم طالب بإطلاق سراحهم ولو بشكل مؤقت. « لن نستسلم سنرفع القضية إلى محكمة النقض والابرام..» يقول أحد أعضائها. في المساء عم الارتياح بعد الحكم. في طريق عودتها إلى اميضر، كانت فرحة الأم، لاتوصف. أخيرا ستزف لأبنائها الذين استأنفوا دراستهم البشرى ستخاطبهم بتفاؤل « باكم طلقوه.. أوغادي اشري ليكم حولي العيد.. ».