تغير لونه، وتسارعت ضربات قلبه، وتحولت مسام جسمه إلى شلال من العرق لم ينضب، إلا عندما أمره رجل الأمن بمرافقته، بينما حجز شرطي آخر حقيبة الشاب الفاخرة، بعد أن رصد جهاز الكشف الضوئي كتلة حديدية مغلفة بأشرطة لاصقة كالمومياء.استبد الشك برجال الأمن بادئ الأمر وظنوا أن الشاب الثلاثيني الواقف أمامهم، وصل به الغباء إلى محاولة إدخال المخدرات في أحد المطارات الأكثر تشددا في المراقبة، قبل أن يقطع الشك باليقين ويتعرف رجال الأمن على ماهية الكتلة الحديدية المربعة التي لم تكن سوى مسدس من عيار 9 ملمترات. المسدس الذي تم اكتشافه لدى المهاجر المغربي الثلاثني صباح يوم الخميس، من نوع «كيمار بيريتا»، كان محشوا ب8 رصاصات، حيث كان صاحبه قادما في رحلة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية من مطار شارل دو غول، حيث تم اعتقاله من طرف دائرة أمن مطار محمد الخامس، وجرى استنطاقه والتحقيق معه، حول نوعية المسدس والغرض من حيازته، وتمت إحالته على الفرقة الجنائية الولائية لأمن الدارالبيضاء، التي واصلت التحقيق معه، حول ظروف حصوله على المسدس، حيث استنتجت مبدئيا أن السلاح تم استعماله منذ مدة ليست باليسيرة، قبل أن تقرر إرسال المسدس إلى المختبر الوطني للدرك الملكي بالرباط، لاخضاعه للخبرة العلمية والتأكد من فرضية استعماله، سيما أن أولى الاستنتاجات التي وصلت إليها الأمن تفيد أن هذا النوع من المسدسات هو نفسه الذي تستعلمه الشرطة الفرنسية، حاليا، كما أن بعض الفرق الأمنية بالمغرب تستعمله في تدخلاتها، حيث يتعرف الأمنيون المغاربة على السلاح ويتدربون على استعماله خلال الثلاثة أشهر الأخيرة خلال التكوين بالمعهد الملكي للشرطة، حيث يتراوح سعر المسدس في فرنسا مثلا، ما بين 89 أورو و 239 أورو حسب نوعية المعدن الذي صنع به، نفس المصادر لم تستبعد أن يكون المسدس المحجوز قد استعمل في أنشطة محظورة، وهو ما ستسفر عنه نتائج التحاليل المخبرية بعد إخضاع المسدس لتجارب مقذافية على يد الدرك الملكي، على أن تدخل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الخط، وتحقق مع المهاجر المغربي حول النوايا والدوافع الحقيقية التي دفعته إلى حيازة المسدس. إحباط عملية إدخال السلاح هاته، عبر مطار محمد الخامس، سببت حالة من استنفار غير مسبوق في المطار وتم تجنيد مختلف الفرق الأمنية العاملة بالمطار، كما تم إشعار الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي ستبدأ تحقيقاتها مع المهاجر المغربي، الذي يخضع حاليا لتدابير الحراسة النظرية، مجرد توصلها بتقرير الدرك الملكي. عملية ضبط السلاح غير المرخص له، طفت على السطح في الآونة الأخيرة بعد أن ضبط الدرك الملكي بدوار الجديد لجماعة الكريفات بإقليم الفقيه بن صالح ثلاثة أشخاص من بينهم مهاجران مغربيين بإسبانيا وبحوزتهم مسدس أوتوماتيكي من عيار تسع ميليمترات، كما أن حيازة السلاح الناري بشكل غير مشروع، لا تشمل المهاجرين المغاربة فقط، بل تشمل حتى الأجانب، كما حدث في أبريل الماضي، بمطار العروي بالناظور، وبحوزته سلاح ناري عبارة عن مسدس من الحجم الصغير ، كان يهم بإخراجه من ارض الوطن عبر رحلة جوية تربط بين كل من مطار العروي الدولي ومطار برشلونة بإسبانيا. أنس بن الضيف