دعت واشنطن المراقبين العرب إلى إظهار الشجاعة في عمليات بحثهم لكشف حقيقة ما يحدث على الأرض في سوريا، ودعت من جهة ثانية السلطات السورية إلى السماح للمراقبين بالوصول إلى السوريين من دون قيود بهدف إنجاز مهمتهم”. واتهمت واشنطن النظام السوري بأنه قام بتصعيد أعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية مارك تونر أن “الوضع كان مرعبا، والنظام استغل الأيام الأخيرة لتكثيف هجماته على بعض أحياء مدينة حمص ومدن أخرى”، مضيفا أن هذه الافعال لا تنسجم مع الشروط التي تضمنتها خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة. وكان ناشطون من مدينة حمص ذكروا في وقت سابق أن مناطق عدة في المدينة وريفها خرجت بمظاهرات حاشدة، حاول بعضها الوصول إلى وسط المدينة تزامناً مع زيارة لجنة المراقبين العرب. فيما ارتفع عدد القتلى في سوريا اليوم إلى 32 شخصاً حسب مصادر معارضة. وقال أحد النشطاء في اتصال هاتفي مع “العربية.نت” إن أحياء الخالدية والبياضة وباب هود وبابا عمرو والصفصافة وجب الجندلي وباب الدريب والقصور والغوطة والقرابيص وحي عشيرة والمريجة وغيرها خرجت في مظاهرات حاشدة اليوم مطالبة بإسقاط النظام الحاكم في سوريا، مشيراً إلى خروج مظاهرات أخرى في معظم مناطق ريف حمص مثل الرستن وتلبيسة. وأضاف الناشط عمر التلاوي ممثل تنسيقيات حمص القديمة، أن حي باب السباع شهد مظاهرة قدر عددها ب15 ألف متظاهر في باب السباع، فيما خرجت مظاهرة قدرت بعشرة آلاف متظاهر في حي الخالدية. وأكد التلاوي، أن قرابة ثمانية آلاف متظاهر حاولوا دخول الساحة الرئيسية في مدينة حمص، لكن إطلاق النار وانتشار الشبيحة حال دون وصولهم إليها، مشيراً إلى سقوط ثمانية جرحى جراء إطلاق النار قرب ساحة “الساعة” وسط حمص. وذكرت وكالة رويترز للأنباء، أن 70 ألف متظاهر خرجوا في حمص، واجهتهم قوات الأمن السوري باستخدام الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. ووفقاً للجان التنسيق المحلية، فإن عدد القتلى ارتفع إلى 32 شخصاً قضوا على أيدي الجيش وقوات الأمن السورية في مدن درعا ودمشق وحمص واللاذقية ودير الزور في حصيلة أولية اليوم. ويأتي ذلك بالتزامن مع وصول بعثة مراقبي جامعة الدول العربية برئاسة الفريق محمد أحمد مصطفى إلى حمص، ولقائها محافظ المدينة قبل تفقدها مناطق التوتر. محاولة اعتصام في حماة وفي محافظة حماة خرجت مظاهرات عدة في المدينة اتجهت نحو المحاور الرئيسية لساحة العاصي، قابلتها قوات الأمن التي تحاصر الساحة بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع. واشتبك متظاهرون حاولوا الوصول إلى وسط المدينة مع قوات الأمن بالحجارة، ما أدى إلى مقتل اثنين، وجرح شبان آخرين في شارع المرابط. وفي دير الزور اقتحمت قوات الأمن السورية مدرسة واعتدت بالضرب على طلاب بعد اعتصامهم داخل المدرسة. كما قصفت قوات من الجيش السوري، قرية عين البيضة في جسر الشغور بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى دمار ثلاثة بيوت، ونزوح الأهالي باتجاه الجبال على الحدود التركية حسب الهيئة العامة للثورة.