بعد أن وصل الآن حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، بدأ المغاربة يتساءلون عما إذا كان الحزب الإسلامي سيغير رأيه فيما يتعلق بالثقافة والترفيه. وقد أصبحت هذه القضية في قلب الحدث، بعد أن عبّر حزب العدالة والتنمية مرارا عن اعتراضه على المهرجانات ودعوة بعض الفنانين الأجانب إلى المغرب. ففي شهر أبريل الماضي على سبيل المثال طالب حزب العدالة والتنمية البرلمان بإلغاء مهرجان موازين. كما طالب رئيس الحزب عبد الإله بن كيران العام الماضي صراحة بمنع الفنان البريطاني إلتون جون من الغناء في مهرجان موازين. إلا أن بن كيران خفف من تصريحاته بعد تكليفه بتشكيل الوزارة من قبل الملك محمد السادس حيث قال “أنا لست ضد المهرجانات والموسيقى والسينما. ولو كنت كذلك فأنا ضد الإبداع”. فكل ما هو جميل يحضى بتقدير البشرية جمعاء. أنا أقدر جميع من يغنون جيدا. وما لا أقدره هو الابتذال”. ووفقا للمحلل السياسي ماجد الإبراهيمي، فإن المواقف الرسمية لحزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بالفعاليات الثقافية ستصبح أكثر اعتدالا من مواقفه لما كان في المعارضة. أما الممثلة لطيفة أحرار، التي انتقدها الحزب بشدة بسبب مشاهد العري التي ظهرت بها في مسرحية “كفرنوم”، فقد حذرت من الرقابة والمنع اللذين سيمارسان على الإبداع. ومع ذلك قالت الممثلة إنها لا ترى غضاضة من تحول الحزب من صفوف المعارضة إلى الإمساك بزمام السلطة، حيث يجب أن يحترم الجميع إرادة الناخبين المغاربة. وأوضحت قائلة “الإختلاف لا يطغى على الاحترام. وعلينا أن نؤمن بذكاء حزب العدالة والتنمية”. من جهته قال محمد مرهاري مؤسس مهرجان لوبوليفار (الشارع) إنه يشاطر هذا الرأي، حيث إن حزب العدالة والتنمية كان من قبل في وضع مريح لما كان في صفوف المعارضة وهو ما يعني أن بإمكانه توجيه الانتقاد كيفما شاء. أما الآن فالحزب سيخضع للاختبار لمعرفه ما الذي يمكن أن يقدمه. أما الشارع فتنتابه مشاعر متباينة تتأرجح بين التفاؤل والقلق. ويقول البعض إن الوقت لا يزال مبكرا للحكم على الحزب الذي وصل إلى الحكم لأول مرة. ويعتقد ماجد إبراهيم أن الحزب الإسلامي لن يتراجع عن المسارات التي سار عليها المغرب في مجالي الثقافة والفنون، خاصة أنه لن يكون الحزب الوحيد في السلطة وأن عليه أن يقدم تنازلات للآخرين. من جانبها ترى المدرسة سعيدة نادري أن الأحزاب السياسية تغير مواقفها حسب وضعها السياسي؛ فوجودها في المعارضة يختلف عن وجودها في السلطة. ولن يكون حزب بن كيران استثناءا عن القاعدة. وأضافت قائلة “من المؤكد أن حزب العدالة والتنمية سيخفف من نبرة لغته”.