المراهقة المغربية، ضحية سلوكها المتحرر تتابع وسائل الإعلام الهولندية منذ يوم الأربعاء (ثاني يناير الجاري) باهتمام تفاعلات جريمة قتل “عائلية”، راحت ضحيتها فتاة في السادسة عشرة من عمرها من أصل مغربي. وتحقق الشرطة منذ يوم الأربعاء مع المتهمة بارتكاب الجريمة، وهي والدة الضحية، وتبلغ من العمر 42 عاماً. وكانت الشرطة قد اعتقلت المرأة ورجلين آخرين كانا موجودين في المنزل لغرض التحقيق، ولم تفصح الشركة عن هوية الرجلين وعلاقتهما بالضحية، وقد أفرج عنهما لاحقاً، وتوجه التهمة الآن إلى الأم فقط.. وأثارت الجريمة نقاشاً سياسياً أيضا، حيث طالب نواب يمينيون في البرلمان في التحقق مما إذا كانت الفتاة ضحية لجريمة مرتبطة بقضايا الشرف والعار، وفي هذه الحالة يطالب هؤلاء النواب بإجراء دراسة حكومية عن مدى انتشار هذه الظاهرة في هولندا وعلاقتها بالخلفيات الثقافية للمهاجرين. وحتى الآن لم تفصح الشرطة إلا عن القليل جداً من المعلومات حول خلفية الجريمة، مكتفية بالإشارة إلى “مشاكل عائلية”. طعنات بالسكين وكانت الشرطة قد تلقت بلاغاً عاجلاً من أهالي الحي توجهت اثره إلى منزل الأسرة في بلدة “ايسلستاين” وسط البلاد، لتجد الفتاة “مريم” ملطخة بالدماء الناجمة عن طعنات بالسكين وغائبة عن الوعي، وقد توفيت بعد قليل في المكان نفسه. غسلاً للعار؟ أقارب الضحية أبدوا استغرابهم لما حدث وقالوا إنهم لا يعرفون أي سبب لمثل هذه الجريمة. وحين سئل عم الفتاة ما إذا كانت الجريمة “غسلاً للعار” قال إن هذا “هراء”. لكن أصدقاء “مريم” في المدرسة الثانوية أكدوا أن “مريم” كانت على خلاف دائم مع والدتها بسبب سلوكها “المتحرر”. ومع أن الجيران قالوا إن أسرة مريم لا يمكن وصفها بأنها “إسلامية متشددة”، إلا أن القريبين من الأسرة أكدوا أن الشجارات بين الفتاة وأمها كانت تحدث حتى بوجود ضيوف أو أصدقاء في المنزل، وهي غالباً بسبب ميل مريم” بالخروج مع الأصدقاء والصديقات مساءً، وكذلك لأنها تدخن وتشرب أثناء السهرات. وقال أحد زملائها والمقربين منها إن “المدرسة كلها تعرف أن مريم ترتبط منذ ثلاثة شهور بعلاقة حب مع شاب من اصل كولومبي. لكنها لم تخبر أهلها بذلك” واضاف الشاب في حديث لصحيفة يومية “ربما تكون الأم قد اكتشفت هذه العلاقة وكانت ردة لفعل العنيفة هذه هي النتيجة.” مشاكل عائلية دائمة ولم تستطع وسائل الإعلام معرفة الكثير عن خلفية المشاكل العائلية التي أدت إلى مقتل “مريم”. لكن قناة تلفزيونية واسعة الانتشار تحدثت إلى إحدى صديقات القتيلة، وهي فتاة هولندية زميلة لمريم في المدرسة منذ ثلاث سنوات. وقالت الصديقة إنها كانت تعرف أن هناك “مشاكل على الدوام داخل اسرة مريم، لكن الأخيرة لم تكن تتحدث عن مشاكلها أبداً.” وقالت الصديقة إنها توقفت منذ زمن عن زيارة مريم في بيت والديها بسبب تلك الأجواء الأسرية السيئة.” وأضافت الصديقة إنها حاولت الاتصال بمريم يوم الاربعاء أكثر من مرة ولم تجد جوابا فشعرت بالقلق عليها وذهبت إلى بيتها، لتجد البيت مطوقاً بسيارات الشرطة والإسعاف. اخصائية تجميل وتصف المتحدثة صديقتها مريم بأنها “فتاة هولندية عادية، تحصل على علامات جيدة في دروسها وتطمح لأن تصبح أخصائية تجميل في المستقبل”. وقالت الفتاة إنها لا تعرف ما إذا كانت المشاكل في العائلة لها علاقة بسلوك مريم، لأن الاخيرة لم تكن تحب الحديث حول تلك المشاكل. “كل ما اعرفه أن والدي مريم هما مغربيان، وصحيح أن مريم لا تلبس الحجاب، لكن لم يكن يبدو لي أن والدتها معترضة على ذلك.” واثر الجريمة قررت بلدية ايسلستاين تعديل برنامجها الرسمي للاحتفال التقليدي بالسنة الجديدة. وكان من المفترض أن يتضمن الاحتفال فقرات غنائية ومسرحية، لكن رئيس البلدية قال في تصريح لوسائل الإعلام أن الاحتفال بهذه الطريقة لا يتناسب مع مشاعر الحزن والصدمة التي يشعر بها سكان البلدة الصغيرة بسبب مقتل فتاة في مقتبل العمر.