أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن المغرب، كأمة، أرسى علاقة عميقة مع قارته، وحافظ على روابط عريقة مع إفريقيا. وذكر رئيس الحكومة، في كلمة بمناسبة افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى "شوازول إفريقيا للأعمال"، الذي عقد بمشاركة رئيس جمهورية مدغشقر، السيد أندري راجولينا، أنه تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم تعزيز هذه الروابط بفضل أزيد من 50 زيارة دولة لأكثر من ثلاثين بلدا، حيث تم توقيع حوالي ألف اتفاقية مع شركائنا في إفريقيا جنوب الصحراء، ما بين 1999 و2019. وأشار السيد أخنوش إلى أن "هذه الحركية هي نتاج رؤية ملكية للشراكة الاستراتيجية، والتي مكنت المغرب من أن يصبح أول مستثمر إفريقي في منطقة غرب إفريقيا، والثاني على صعيد القارة"، مشيدا في هذا الصدد بالدور الرائد الذي لعبته البنوك المغربية، المتواجدة في 26 دولة إفريقية، والتي تغطي ما يقرب من نصف القارة الإفريقية. وأشار إلى أن منتدى "شوازول إفريقيا للأعمال" هو حدث مخصص لتطوير فرص الأعمال، بإفريقيا ومع إفريقيا، مشيرا إلى أنه يعد فرصة متجددة من أجل إثراء الحوار بين مختلف الفاعلين في القارة، ولكن أيضا مع شركائهم في أوروبا ودول الخليج . وفي هذا الصدد، أبرز رئيس الحكومة أن المغرب يمكن أن يلعب دور الجسر الميسر للاستثمارات الأجنبية في القارة مع أوروبا، كما يمكن للمملكة الاضطلاع بهذا الدور مع بقية العالم، موضحا أنه للقيام بذلك، انخرطت المملكة، منذ عدة سنوات، في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، في رهان تطوير البنيات التحتية وفق معايير دولية، والتي يمكن أن تضمن تعزيز الترابط بين إفريقيا وبقية العالم. وبحسب السيد أخنوش، فإن منتدى شوازول يحتفي اليوم ب100 من المدبرين الشباب اللامعين بينهم 12 مغربيا لامعا يساهمون في تنمية إفريقيا، مشيرا إلى أن مسألة المواهب في المغرب هي مركزية لدينامية الإصلاح التي يقودها جلالة الملك، والتي استغلتها الحكومة بشكل كامل بالنسبة لمختلف المشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تم إطلاقها. وفي هذا الصدد، أشار إلى إصلاح الحماية الاجتماعية، والمنظومة الوطنية للصحة، وإصلاح المدرسة العمومية لارساء تكافؤ الفرص، وكذا ميثاق الاستثمار الجاري اعتماده لتحفيز دينامية متجددة للاستثمار الخاص، الذي يخلق قيمة مضافة ويوفر فرص الشغل ببلادنا. وأكد السيد أخنوش أن "جمهورية مدغشقر تعد نموذجا لبلد يربطه بالمغرب علاقات تاريخية واقتصادية ممتازة"، معربا عن شكره لرئيس جمهورية مدغشقر، السيد أندري راجولينا، الذي شرف هذه الدورة بحضوره. واغتنم رئيس الحكومة هذه الفرصة للتذكير بزيارة جلالة الملك لمدغشقر في سنة 2016، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بزيارة تحمل دلالة رمزية كبيرة وتعكس الأهمية المخصصة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. ويجمع هذا المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حوالي 600 من صانعي القرار وكبار القادة الاقتصاديين والمؤسساتيين من بين الأكثر نفوذا في إفريقيا وأوروبا والخليج حول جلسات العمل التي تضع القارة الأفريقية في صلب المناقشات.