عجيب أمر الجاحدين في بلدي المغرب، لا يملون في استلال سكاكينهم وشحذها. بعضهم أشبه بالضباع التي تنتظر احتضار الفريسة لتمزيق أشلائها بعد ذلك والفوز بقطعة لحم. حاقدون إلى درجة أنهم صاروا يصدقون أن الدولة ستنهار يوما وتنتشر الفتنة، ومستعدون لصب الزيت على النار حتى تزيد اشتعالا. ردود أفعالهم حيال ما يقع في البلاد وللبلاد أقرب إلى الشماتة، خالية من أي موضوعية. نفاق وحقد وكراهية مجانية اتجاه البلد والشعب الذي يتحدثون باسمه وهو منهم براء. يبدو أن مشاعر الحقد أنست هؤلاء الشامتين قراءة تاريخ المغرب وأخذ العبرة مما سبق، للتأكد أنه بلد لم ولن يقع أبدا، قد تخور قواه أحيانا ولكنه يظل صامدا وشامخا رغم الهزات والمؤامرات التي حيكت ضده على مر الأزمان، التلاحم الدائم بين المغاربة مكَّن من اجتياز كل الصعوبات، وهو ما سيكون في هذه المرحلة التي تبدو للبعض حرجة، بتوفيق من الله. إذا كانوا يمنون النفس أن تكون هذه المرحلة هي القاضية التي ينتظرون فقد خاب مسعاهم. أخيرا، فلتخسأ أوكار الحقد والخيانة، فلن ينالوا فرصة الشماتة ولا نصيبا من "الوزيعة" التي ينتظرونها. نعم، نريد نفسا ديمقراطيا وحقوقيا جديدا، وسياسات عمومية في كل المجالات، تضعها الأحزاب وتفعلها من داخل مسؤولياتها الحكومية بتشارك مع كل القوى الحية في البلاد، سياسية وحقوقية واقتصادية واجتماعية وجمعوية، تحت خيمة واحدة معلومة مند 12 قرن، لا مجال فيها للغدر والشماتة والتبخيس والمزايدات.