قدمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء في المملكة المغربية ، اليوم الأربعاء بالرباط ، الجزء الأول من "موسوعة تفكيك الخطاب الديني". وتأتي هذه الموسوعة التي هي ثمرة شراكة بين الإيسيسكو والرابطة، من أجل التمنيع الفكري للشباب المسلم من مختلف خطابات التطرف والكراهية في دول العالم الإسلامي وخارجه. ويرسم الجزء الأول من الموسوعة إطارها النظري لتفكيك الخلفيات الفكرية لخطابات التطرف، من خلال عدد من البحوث الأكاديمية انتظمت في محاور "تفكيك خطاب التطرف.. مداخل مفاهيمية ومنهجية"، و"تفكيك الخلفيات الفكرية لخطاب التطرف"، و"نقض منطلقات الفكر المتطرف"، و"نقد مقولات التطرف". وخلال ندوة علمية خصصت لتقديم الجزء الأول من الموسوعة، ذكر المدير العام للإيسيسكو سالم بن محمد المالك بأن المسلمين عانوا من حركات وتنظيمات متطرفة غالت في تأويل آيات الذكر الحكيم وفهم سنة الرسول الكريم "مما كان سببا في الفرقة والضعف والبعد عن الوسطية والاعتدال في القول والعمل". وقال السيد المالك إن ظاهرة الإرهاب التي باتت مقلقة "تقتضي منا إشاعة مفهوم السلم ليغدو مفهوما مركزيا مثلما هو كذلك في قلب القرآن الكريم". وأفاد ، في هذا الصدد ، بأن المنظمة والرابطة اتفقتا على إصدار "موسوعة تفكيك خطاب التطرف" لتكون مرجعا للباحثين وأهل العلم والمؤسسات الجامعية ومراكز الأبحاث والمراصد المتخصصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأمنية، لمعالجة آثار التطرق في شتى أنحاء العالم. ومن جانبه، أورد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي أن الموسوعة تشكل بداية مشروع شامل للإيسيسكو والرابطة. وأوضح السيد العبادي أنها تأتي بغرض إعداد دلائل للحماية والتحصين ضد الخطاب المتطرف، ملاحظا أن الجزء الأول من هذه الوثيقة يعرف بالإطار النظري لتفكيك الأسس الفكرية لهذا الخطاب. وتعد الموسوعة أول مبادرة علمية تهدف إلى رصد مختلف أشكال خطاب التطرف والتشدد الرائجة في دول العالم الإسلامي وخارجه، وتفكيكها، وبيان أوجه الانحراف في تأويل عدد من المفاهيم الدينية، والاستغلال السيء لها لبث الفرقة والانقسام وترويج صورة مشوشة عن تعاليم الإسلام عبر العالم.