يشهد مقر الوكالة المستقلة للتثليج بالدارالبيضاء في هذه الأثناء، استنفاراً أمنياً كبيراً، استعدادا لاستقبال حوالي 2 مليون من لقاح كورونا أسترازينيكا البريطاني، القادم من الهند، والذي ينتظر أن تصل مطار محمد الخامس، بعد ساعات قليلة من الآن. وكان وزير الخارجية الهندي، قد كشف أن حكومة الهند، منحت تراخيص تصدير لقاح "ّكورونا"، حيث سيتم نقل أولى الشحنات إلى البرازيل والمغرب يوم الجمعة، في تصريح لوكالة الأنباء "رويترز". ويتم تصنيع الجرعات التي طورتها شركة الأدوية أسترازينيكا البريطانية مع جامعة أكسفورد، في معهد "سيروم" الهندي، أكبر منتج للقاحات في العالم، والذي يتلقى طلبات من دول بجميع أنحاء العالم. وعلاقة بتأخر وصول اللقاح للمغرب، فإن من أسبابه، هو أن الحكومة الهندية كانت قد أوقفت تصدير اللقاحات إلى الخارج طيلة الفترة الماضية، حتى أعطت انطلاقة برنامجها للتحصين المحلي نهاية الأسبوع الماضي، وقامت في وقت سابق من هذا الأسبوع، بإرسال إمدادات مجانية إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك بوتان وجزر المالديف وبنغلاديش ونيبال. وكان خالد آيت الطالب، كشف أن الوزارة و السلطات العمومية جاهزة لحملة التلقيح التي ستنطلق حسبه في الأسابيع القليلة المقبلة. المسؤول الحكومي، قال إن المغرب سيستقبل 10 ملايين جرعة من اللقاح الصيني و 7 ملايين جرعة من لقاح استرازينيكا عبر رحلات جوية، و سيتم تخزين هذه الكمية في مقر الوكالة المستقلة للتثليج بالدارالبيضاء. و أوضح الوزير آيت الطالب أن المركز يمكن أن يخزن 25 مليون جرعة من لقاح كورونا وفق معايير دقيقة، مضيفاً أن الوزارة تبحث الآن تخصيص مراكز تخزين إضافية و جهوية. وكشف أيت طالب، أن المغرب اختار اقتناء اللقاحين الصيني و البريطاني نظراً لحاجيات التبريد الموجودة بالمغرب ، عكس لقاحات أخرى تتطلب درجة برودة ناقص 20 و ناقص 80 يصعب تحقيقها في الحملة الوطنية بالمغرب. يشار إلى أن لقاح أسترازينيكا – أكسفورد البريطاني الذي سيصل إلى المغرب من الهند سهل التخزين إذ يتطلب حرارة عادية تتراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية،خلافا للقاحي موديرنا وبيونتيك فايزر اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جدا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني. وهذا الأمر يسهّل تطعيم الناس في المغرب على نطاق واسع. هذا اللقاح قادر على مكافحة السلالات المتحولة من فيروس كورونا التي تسببت بفورة إصابات جديدة في بريطانيا و العالم بحسب المدير العام لمختبرات أسترازينيكا. كما أن لقاح أسترازينيكا يعتمد على "ناقل فيروسي"، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس غدّي منتشر بين القرود، تم تعديله وتكييفه لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ لدى البشر. هذا اللقاح صنفته مجلة "ذي لانسييت" العلمية المعروفة بمصداقيتها ب "الآمن"، و قالت إن تأثيراته الجانبية نادرة جدا، فمن أصل 23754 متطوعا شاركوا في التجارب السريرية، سجل شخص واحد تلقى اللقاح "تأثيرا خطيرا قد يكون مرتبطا" بالحقنة، بحسب البيانات الصادرة في المجلة،حيث أصيب ذلك الشخص بالتهاب نادر في النخاع الشوكي، ما أدى إلى وقف التجارب بشكل مؤقت شهر سبتمبر الماضي و جرى تعديله بعدها.