أكد سفير المغرب في مصر أحمد التازي ، أن قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء وسيادة المملكة على كامل صحرائها ، يشكل منعطفا تاريخيا في مسار الحل النهائي لهذا الصراع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية. وتابع السيد التازي في تصريح صحفي ،أن الأمر لا يتعلق فقط بإعلان رسمي من قبل الإدارة الأمريكية بل بقرار سيادي، ووثيقة قانونية رسمية ذات أبعاد وثقل كبير ومهم جدا. وسجل الدبلوماسي المغربي أن القرار الأمريكي ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة جهود دبلوماسية مغربية قادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهدف إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء. واعتبر أن موقف دولة عظمى كالولاياتالمتحدة وعضو دائم في مجلس الامن الدولي سيفتح الطريق للانتقال الى منطق العودة والبناء والتعاون والاندماج على مستوى المنطقة المغاربية التي تشكل أحد مكونات الوطن العربي وأحد الشركاء الرئيسيين للاتحاد الاوروبي. وأضاف السيد التازي أن الولاياتالمتحدة لا تتخذ قراراتها اعتباطيا بل يكون القرار مبنيا على أسس وعلى رؤية واضحة، لافتا إلى أن القرار المصاحب للمرسوم الجمهوري بالاعتراف بمغربية الصحراء والقاضي بفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة جاء بناء على وعي واقتناع بفرص الاستثمار التي تتيحها هذه الاقاليم الجنوبية للمملكة وكذلك إيمانا من الادارة الامريكية بأن هذه الأقاليم يمكن أن تشكل بوابة إلى إفريقيا الغربية جنوب الصحراء. وشدد السفير المغربي على أن المغرب لم يقايض الاعتراف بمغربية الصحراء بأي موقف آخر، موضحا أن جلالة الملك أكد في الاتصال الهاتفي مع الرئيس الامريكي بأن القضية الفلسطينية ستبقى من ضمن اولويات السياسة الخارجية للمملكة وبأن المغرب يدعو الى استئناف مسلسل المفاوضات بين فلسطين واسرائيل للوصول الى حل دائم وشامل وعادل يحقق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط . وأضاف أن جلالته أكد باعتباره رئيس لجنة القدس ، مواصلة دفاعه عن الوضع القانوني لمدينة القدس الشريف التي تعتبر نقطة تواصل بين الحضارات ومهد الديانات السماوية مع الحفاظ على هويتها الاسلامية. وأشار السفير المغربي إلى أن المغرب كسائر الدول العربية والدول المحبة للسلام والمدافعة عن الحق والعدالة يدافع على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على أراضيها المحتلة منذ سنة 1967 ، لكن يضاف إلى هذا الاقتناع خصوصية ينفرد بها المغرب وتجعله كفيلا بأن يقدم قيمة مضافة للمجهودات التي تبذل على أصعدة مختلفة خاصة على الصعيد العربي لتسوية عادلة لهذا الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأكد أن المغرب إيمانا منه بعدالة القضية الفلسطينية ما فتئ يضطلع بدور مهم للدفع بعملية السلام في الشرق الاوسط في الوقت الذي كان مجرد الحديث عن اسرائيل من الطابوهات وسيظل المغرب وفيا ملتزما بهذا الدور الى حين أن يحقق النصر للشعب الفلسطيني الشقيق.