كل من يتابع ويستمع ويقرأ ويُطرَب تصادفه بين شاشة وشاشة وبين مسرح ومسرح العديد من المرادفات والمقررات التي باتت تسبق أسماء البعض على الساحة الفنية من مطربين وممثلين وعارضي وعارضات أزياء إلى ما هنالك من مجالات فنية متنوعة.. كلهم يتسابقون للحصول على أجمل لقب يضفي على صاحبه بريقاً ورنيناً يبقى خالداً في الآذان وشاخصاً في الخيال. وهناك اعتقاد من قبل العديد ممّن يلهثون وراء الألقاب بأن هذه الألقاب تصنع منهم نجوماً وتضمن لهم الشهرة والنجاح الجماهيري والاستمرارية عبر أجيال وأجيال بحيث تجعل الجمهور يتهافت لمواكبة أعمالهم وإنتاجاتهم الفنية. وأعتقد أنّ الذاكرة تحتفظ بالعديد من الألقاب التي عرف أصحابها من خلالها وليس من خلال أسمائهم الحقيقية فمثلاً هناك المطربة الكبيرة (فاطمة إبراهيم البلتاجي) التي بدأ ذيع صيتها منذ صغرها والتي عُرِفت باسم أم كلثوم ثم منحت لقب كوكب الشرق في حين لقّبت المطربة ميشلين خليفة بأنها خليفة أم كلثوم باعتبار أنها منذ بداية انطلاقتها الفنية غنّت الطرب والأصالة على غرار أغاني كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم . المطربة صباح التي عُرِفت بلقب الشحرورة يجهل البعض اسمها الحقيقي (جانيت فغالي) وقد حصلت على هذا اللقب من المنتجة آسيا داغر، التي كانت تفكر بأن تمنحها لقب الشحرورة، لكنها أجرت استفتاءً جماهيرياً تمّ في نهايته اختيار اسم صباح الخاص على أن الشحرورة صفة ترافق الصبوحة، وهو لقب اكتسبته تيمّناً بعمها الشاعر الزجلي شحرور الوادي . ربما كانت سهولة الحصول على الألقاب دون جهد يذكر هو الذي جعل فناني عصرنا الحالي يتهافتون على تحصيل أكبر كمية من الألقاب المجلجلة وفي زمن قياسي ما دامت هذه الألقاب مجانية لا تكلف شيئاً فالجميع لا يتوانى عن حملها حتى لو بدت فضفاضة عليه وعلى إمكانياته. المطرب وليد توفيق حمل لقب النجم العربي، بينما حمل المطرب ملحم بركات لقب الموسيقار. في حين يصف البعض المطربة أمل حجازي بأنها أميرة الرومانسية، أو عصفورة الحب، أو جين مانسون الشرق، وحتى داليدا الشرق في حين لقبوا عاصي الحلاني بأنه فارس الغناء العربي أما محمد عبدو فلقبوه فنان العرب. نجوى كرم فقد أطلق عليها الصحفي المعروف جورج إبراهيم الخوري لقب شمس الأغنية العربية وذلك بسبب صوتها الجبلي الذي ينفح بعبق الوطن ورحيق الجبل مما يجعل المستمع يحس بالدفء وهو يستمع لها. في حين أطلق جورج الخوري على المطرب راغب علامة لقب سوبر ستار حيث رافقه منذ بداية انطلاقته الفنية حتى اليوم ويرى راغب أن الألقاب الفنية لا تصنع نجوماً وتزيد في شهرتهم بل على العكس تكون واسعة عليهم ولا يستحقونها في بعض الأحيان . وكان الشاعر سعيد عقل قد أطلق على السيدة فيروز لقباً مرادفاً لاسمها وهو سفيرتنا إلى النجوم واكتسب هذا اللقب صفة جماهيرية كبيرة، وصار الناس يطلقونه على المطربة كلما رددوا اسمها نظراً للمكانة والحب الكبيرين لها. كما أطلق أيضاً لقب مطرب المطربين على الفنان الكبير وديع الصافي نظراً لجمال صوته وقوته وصفائه، الذي قلّما يجود الزمان بمثله... ولا ننسى هنا لقب سمراء البادية أو مطربة البادية أو أميرة البادية الذي أطلق على المطربة سميرة توفيق نظراً لإجادتها الغناء باللهجة البدوية. وهناك الكثير من المطربين والفنانين الذين أطلقت عليهم الألقاب، والتي استمرت وتستمر لتدخل لدى بعضهم في مجال المنافسة الشديدة، أو لِنَقُلْ الغيرة فالمطرب جورج وسّوف حمل لقب سلطان الطرب، وهو اللقب الذي استحقه عن جدارة وقناعة جماهيرية بصوته باعتبار أن من يسمعه لا بدّ وأن يسلطن . فيفي عبده قررت التنازل عن لقب الهرم الرابع الذي ظلت متمسكة به طوال السنوات الماضية، علماً أنّها هي من أطلقته على نفسها، تعطي لنفسها لقباً آخر هو (أم تريكا التمثيل ) بعد مسلسل كيد النسا وعن هذا اللقب، تقول بأن جمهورها هو من أطلق عليها هذا اللقب! إذا كانت الألقاب في وقت مضى أكثر بساطة وأكثر انسجاما مع شخصية الفنان وأقل تكلفا ومبالغة، فهي اليوم تدخل في بورصة المماحكة الفنية – إذا صح التعبير- أو التلميع الإنتاجي، حيث لا يغدو اللقب أكثر من صفة تدرج أمام اسم النجم، غالباً لسبب تسويقي، كما نسمع اليوم في الإعلانات الترويجية للأفلام في القنوات العربية، فنجدها تخرج للنور سريعا بمجرد ظهور الفنان أو حتى تسبق ظهوره لتروج له ولأعماله بين الناس أو بغاية إرضاء صاحب اللقب لا تكريماً له!