قال مدير مدرسة إيتون، إحدى أرقى مدارس بريطانيا، إن تفشي كورونا سيمثل بداية لتغيير جذري مماثل للتحول الاجتماعي الذي تلا الحربين العالميتين بسبب الغضب المتنامي من انعدام المساواة. وعلى الرغم من أن الأثر النهائي للتفشي لا يزال ضبابيا، إلا أن مدير إيتون كوليدج، سيمون هندرسون، قال إن كوفيد-19 قد تنتج عنه تغيرات اجتماعية سريعة، مشيرا في حديث لصحيفة التايمز إلى أنه "بعد سنوات من الآن سينظر المؤرخون لأحداث 2020 ، ومن المرجح أن يذكروا أن كوفيد-19 كان سببا في تغير جذري". وأضاف: "قد يحفز تفشي الفيروس بشكل كبير تحولا اجتماعيا واقتصاديا سريعا مشابها لذلك الذي تلا الحربين العالميتين (الأولى والثانية). غياب العدالة سيكون واضحا". ولفت هندرسون إلى أنه نتيجة للأزمة الراهنة تبين أن "كثيرين ممن يعملون في الوظائف الأقل أجرا كانوا في الحقيقة مفتاح نجاتنا.. وهؤلاء الذين كانوا لا يحظون بأي تقدير لفترة طويلة من الزمن أظهروا إخلاصا مدهشا عندما اشتد احتياجنا لهم". ويتطلب الالتحاق بمدرسة "إيتون كوليدج" حاليا دفع رسوم تبلغ 42500 جنيه استرليني، أي ما يعادل 53 ألف دولار سنويا، وهي تعد من أرقى المدارس الخاصة في بريطانيا. ودفعت الحرب العالمية الأولى بملايين النساء للعمل في المصانع البريطانية، بعد تجنيد الرجال، ما ساعد النساء فيما بعد على نيل الحق في التصويت وفي بقائهن كجزء أساسي من قوة العمل بعد ذلك. وتأسس نظام الرفاهة الاجتماعية والرعاية الصحية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ذلك تحولا اجتماعيا كبيرا. وتسبب فيروس كورونا في وفاة أكثر من 235 ألفا في العالم، وأشاع الفوضى في الاقتصاد العالمي، وترك الحكومات تعاني من كلفة أسوأ أزمة صحية عامة منذ جائحة الإنفلونزا عام 1918.