العيون – سواء داخل أروقة مجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف ، أو بنيويورك حيث الأممالمتحدة، أو داخل المؤسسات الأوروبية في بروكسل ، تواصل المناضلة الحقوقية الصحراوية عائشة ادويهي السفر للدفاع عن مغربية الصحراء والتعبئة لتسليط الضوء على المحتجزين في مخيمات العار بتندوف بالتراب الجزائري. عائشة ادويهي ، التي تربت على حب الوطن الأم وانخرطت منذ طفولتها المبكرة في الكفاح من أجل المساواة بين الجنسين والانتصار لحقوق الإنسان، نذرت نفسها لإبراز الدينامية الحقوقية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة من خلال ترأسها لمرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان. ماضية في ما اصطفته مجالا للاشتغال، لا مكان لتصاريف القدر فيه، من خلال الترافع بشكل "صحي وسليم" ، قناعة منها بالترابط الوثيق بين قضايا الأمن والتنمية وحقوق الإنسان، تفضي ادويهي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء. وترى الحاصلة على الجائزة الأوربية للريادة النسائية الدولية بالبرلمان الأوروبي ببلجيكا سنة 2019، أن الوضع الحقوقي بالأقاليم الجنوبية للمملكة لا يختلف "عن مثيله في التراب الوطني لأن الانتظارات محليا هي عينها وطنيا"، مبرزة أن المغرب عرف خلال العشريتين الأخيرتين تحولات جذرية في ما يخص إرادة الدولة من أجل تعزيز الحقوق والحريات بالمنطقة، كمدخل لتحقيق رفاه الساكنة. ومن هذا المنطلق تؤكد الباحثة في قضايا حقوق الانسان واقتصاد المنظمات أن الهيئات الأممية ومنها مجلس حقوق الإنسان بجنيف "تعترف للمغرب بالإنجازات والإصلاحات على مر السنوات الأخيرة، وخصوصا بعد إقرار دستور 2011 "، لافتة إلى أن "الوثيقة الدستورية تحمل روح حقوق الإنسان داخلها من خلال الانفتاح على الآليات الأممية الناظمة لحقوق الإنسان". وبعدما أوضحت أن تجربة المغرب الرائدة في العدالة الانتقالية محط "إعجاب وتقدير على المستويات الإقليمية والقارية والدولية"، أضافت عضو اللجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه، أن تفاعل المغرب مع الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان من قبيل الاستعراض الدولي الشامل، " يحترم أدبيات والتزامات المغرب التي لم يخلّ بأي منها، مما جعله إحدى التجارب الرائدة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط". وفي هذا السياق تساءلت عن الصمت المطبق للمنتظم الدولي حول ما يجري من "انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان في مخيمات العار، والتي أضحت عملة رائجة ل+ البوليساريو+ " ووعيا من السيدة ادويهي بالترابط القوي بين قضايا حقوق الإنسان والتنمية ، فإن التزامها الأخلاقي تجاه جهتها كان حاضرا في خياراتها ، حيث كرست جزءا كبيرا من حياتها المهنية للعمل المجتمعي. وللدفاع عن أفكارها، ساهمت ادويهي بالتالي في إطلاق العديد من المبادرات المدنية والعديد من المشاريع التي تستهدف الأطفال والمجتمع المدني، عاملة بهذه الصفة على تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية والترافع عن قضايا أخرى تراها ذات أهمية ، مثل الهجرة والاتجار بالبشر.