يؤكد محتوى الرسالة التي وقعها بعض معتقلي "أحداث الحسيمة"، أن المطالب الاجتماعية والاقتصادية، التي رفعت خلال الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف المغربي، كانت مجرد واجهة لاخفاء حقيقة مخطط جهنمي كان الهدف منه زعزعة استقرار المغرب. الرسالة التي وقعها نزلاء سجن "رأس الما" بفاس، والمدانون من أجل ارتكابهم لافعال إجرامية لا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير، وبرفع شعارات تحدد مطالب اجتماعية واقتصادية واضحة، كشفت حقيقة من يسمون أنفسهم "قادة حراك الريف"، والمتمثلة في محاولة تنفيذهم لمخطط معد مسبقا من طرف متشبعين ومقتنعين ومؤمنين بزرع عبوات الفوضى وتوسيع رقعة الاحتجاجات غير السلمية كخطوة تمهد للانفلات الأمني بالمنطقة. نزلاء سجن "رأس الما" بفاس، ناصر الزفزافي ونبيل احمحيق ووسيم البوستاتي وسمير اغيذ ومحمد حاكي وزكرياء اضهشور، وقعوا رسالة، كتبوا فيها أنهم يعلنون تخليهم عن الجنسية المغربية واسقاطهم لرابط البيعة. كتبوا هذا، وهم يخاطبون الدولة المغربية، مستعملين تعابير الحركات الانفصالية، وهم يتحدثون عن تاريخ الريف وواقعه ومستقبله. رسالة هؤلاء النزلاء، تعكس قناعة راسخة مفادها أن الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الحسيمة وضواحيها لم تكن تنشد تحقيق مطالب اجتماعية واقتصادية، بل أشياء أخرى واهدافا خاصة جدا، كشف عنها أخيرا موقعو الرسالة، الذين كانوا استولوا على قيادة الاحتجاجات للتحكم فيها وتوجيهها بالشكل الذي يخدم مخططهم، ومخطط الذين يقفون وراءهم سواء من داخل المغرب أو من خارجه. اعتقال ناصر الزفزافي ومن معه، كان نتيجة حتمية لسيرورة الاحتجاجات بالحسيمة وضواحيها، واعتقالهم شكل فعلا ضربة استباقية افشلت المخطط الذي كان يستهدف منطقة ريف المغرب، وها هو الزفزافي ومن معه يكشفون طواعية عن الأهداف الحقيقية لما اسموه "حراك الريف".