لا نملك إلا أن نصفق بحرارة للفتوى التي زفتها إلينا البرلمانية أمينة ماء العينين، في سياق محاولة إنهاء الجدل الذي اثارته صور تحررها بشوارع باريس. واتضح أن أمينة وحزب “البيجيدي” استصدروا فتوى “حفظ ماء الوجه” و”التخلص من عنق الزجاجة”، من حارس محراب الحزب، عبد الإله بنكيران، حين زارته بمنزله، قبل يوم. وتعمدت ماء العينين أن تنقل إلينا الفتوى عبر حسابها الفيسبوكي، بصيغة “قلت له. .وقال لي”: * هي: لم أزرك منذ بداية الحرب الضروس علي حتى لا يُفهم أنني أطلب منك شيء لأنني لا أطلب الا الله،وزيارتي لك الآن يمليها علي ما يجمعنا من علاقة انسانية ودية خارج الصفات والألقاب(علما أنني مواظبة على زيارته منذ الإعفاء إلى الآن). * هو: “هكذا استمري لا تطلبي شيء إلا من الله وحده”. * هو (عاوتاتي): “قبل أن تتحدثي،أعيب عليك أنك لم تأت لاستشارتي منذ اليوم الأول، ولو استشرتني لقلت لك: بغض النظر عن صحة الصور من عدمها، ولسْتِ أصلا في موقع مساءلة تجاهها،كنت سأشير عليك أن تقولي: إوا ومن بعد؟ وإن كنت قد اخترت أن أنزع الحجاب في الخارج أو أرتديه هنا فهذا شْغْلي، واللي مزوجني وما عجبوش يطلقني واللي كيتسالني شي حاجة ياخذها والى خرقت القانون نتحاكم والى خالفت شي حاجة من تعاقدي مع الحزب نتساءل، ومادام ارتداء “الفولار” أو خلعه لا يدخل ضمن هذا كله فتلك مسألة شخصية،ثم أضاف: ونقولك واحد الحاجة،أنا لو جاءتني ابنتي تقول لي:إني أفكر في خلع الحجاب فسأقول لها ذلك شأنك وحدك”. هذا ما كنا نقوله ونكتبه تحديدا. كنا نطلب من البرلمانية ماء العينين، ان تتحلى بالشجاعة والصدق والشفافية، وتخبرنا بلسانها (ومريضنا ما عندو باس ) بأن : “هادوك صور ديالي، وأنا حرة في لباسي، البس ما أريد حيث ما أريد”. لكن “آمنتنا”، وتحت ضغط مرجعية حزبها وأدبياته، فضلت القول بأن الصور مفبركة، وأنها مستهدفة في حياتها الشخصية. والواضح أن “ايكليروس الحزب” وذراعه الدعوي، استشعروا خطورة الخروج بسهولة من عنق الزجاجة، في هذه القضية، فقرروا رمي الجمرة الحارقة بين يدي حارس محراب حزبهم، عبد الإله بنكيران، الذي ظن أنه أخمدها بكلام سهل وعفوي، مانحا لنفسه حق ضرب العمود الفقري لأدبيات حزب العدالة والتنمية وذراعها الدعوي حركة الإصلاح والتوحيد، والمتمثل في كون المنتمين والمنتميات إليهما: “لا يكذبون، لا يسرقون مال الشعب، لا تشوب سلوكهم شائبة، ملتزمون دينيا، محتشمون في اللباس والزينة. .”. وبما أن حارس محراب حزب “البيجيدي”، أقر علانية أن حزبه لا يشترط الحجاب للانخراط فيه، والنضال في صفوفه، فعلى “مشرع الحزب” توثيق هذه الفتوى في القانون التنظيمي للحزب، لأن بنكيران سيتملص من فتواه في أية لحظة، فمنطلقها هو المناورة والنفاق. أما الحقيقة الساطعة، فهي أن بنكيران متمسك بالحجاب، وسبق له أن تدخل في شؤون صحفيات، وادلى “بلا حشمة بلا حيا”، بملاحظات حول طبيعة لباس إحدى الصحافيات.