بدد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، كل الإشاعات التي راجت أخيرا حول عدم سلامة مياه الشرب المنتجة انطلاقا من سد سيدي محمد بن عبد الله بالرباط. وخلال افتتاحه اللقاء التواصلي حول جودة المياه الشروب بمنشآت إنتاج الماء الصالح للشرب، صباح اليوم الأربعاء 7 فبراير 2018، شدد رئيس الحكومة على أن المياه التي تزود بها هذه محطة أبي رقراق منطقة الساحل الأطلسي الممتدة بين سلا والدار البيضاء، “صالحة للشرب”، مطمئنا جميع المواطنين بالقول “أنتم بين أيادي أمينة فيما يخص الماء الشروب”. وكدليل قاطع على جودة مياه المحطة، كشف رئيس الحكومة للرأي العام أن من بين الإجراءات المتخذة داخلها، “أنه يمنع منعا كليا على جميع العاملين إدخال المياه المعدنية، لأنهم يشربون من الماء المعالج بداخلها والذين يسهرون على تصفيته بأنفسهم، وهذا دليل”، يوضح رئيس الحكومة على أن “أطر المحطة لديهم الثقة في العمل الذي يقومون به ويراقبون كل شيء بطريقة جيدة، وهذا أمر مهم”. وفي السياق نفسه، أكد رئيس الحكومة أنه شخصيا، في منزله، يشرب ماء الصنبور، كاشفا أن عدد من الوزراء أكدوا له أنهم يقومون بالشيء نفسه، “لذا لا يسعني هنا سوى أن أحيي القائمين على هذه المحطة، من كفاءات مغربية، لأنهم بمثابة جنود الخفاء، لا يعرفهم الجمهور العام، لكنهم يقومون بعمل وطني هام، ويتخذون في جميع المراحل كافة الاحتياطات المرتبطة بأمن وسلامة وصحة المواطنات والمواطنين”. وبعد أن اعترف لهم بالجميل، طالب رئيس الحكومة من الساهرين على إنتاج الماء الشروب “الاستمرار في عملهم الذي انطلق منذ سنة 1969، تاريخ إنشاء المحطة، إلى اليوم”، معتبرا أن اللقاء التواصلي المنظم من قبل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وكتابة الدولة المكلفة بالماء، مناسبة لتبديد كل الشكوك من جهة، ومن جهة أخرى، لاطلاع الرأي العام على المراحل التي يقطعها الماء ليصبح صالحا للشرب. وفي هذا الصدد، عبّر رئيس الحكومة عن افتخاره بأن المحطة، ومنذ إنشائها، سُيّرت من قبل أطر وخبراء مغاربة، “هؤلاء برهنوا على أنهم في مستوى التحدي، إذ يكفي فتح الصنبور، فنجد ماء صالحا للشرب، وهي حركة وراءها عمل دؤوب ومستمر، بدون كلل ولا ملل، وليل نهار، من قبل أطر وكفاءات تتوفر على خبرات، وتعتمد نظام مراقبة، ودليل على جودة عمل هؤلاء أنه لم يقع، في أي لحظة، أي مشكل خطير على الصحة، بالعكس، هناك حرص على اعتماد الأسس الكبرى للصحة العامة ببلادنا وعلى الحفاظ على سلامة المواطنين”. إلى ذلك، أشار رئيس الحكومة إلى توفر المحطة على مختبر، وصفه “بمفخرة لبلادنا، لأنه يحرص على إجراء تحليلات للمياه خلال كل المراحل لضمان جودتها ولتكون صالحة للشرب”. وليطمئن المواطنون على سلامتهم وسلامة المياه التي يشربونها، أوضح رئيس الحكومة أن المختبر يجري التحليلات وفق معايير الجودة الدولية لمنظمة الصحة العالمية، بتنسيق مع وزارة الصحة، وهذه “أمور يحق أن نفتخر بها في محطة المعالجة، كما نفتخر بأن لدينا وزارة خاصة بالماء لأهمية الموضوع”. يشار إلى أن محطة أبي رقراق، أنشأت منذ حوالي 50 سنة، وتعد أول وأكبر محطة معالجة المياه في بلادنا، لأنها تزود حوالي 7 مليون مواطن بالماء الصالح للشرب، أي ما يعادل خمس المغاربة، إضافة إلى وجود محطات معالجة أخرى في مناطق مختلفة تزود المواطنين بالماء الشروب.