عبرت تركيا عن غضبها الشديد بعد تظاهرة للأكراد في مدينة فرانكفورت الألمانية رافضة للإصلاحات الدستورية التي يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طرحها للتصويت في استفتاء منتصف الشهر القادم. ودعت المظاهرة إلى إحلال "الديمقراطية" في تركيا ورفض التعديلات الدستورية التي ستمنح للرئيس أردوغان صلاحيات أوسع. وكان نحو ثلاثين ألف شخص مؤيدين للأكراد تظاهروا السبت (18 مارس 2017) في فرانكفورت غرب ألمانيا تحت شعار "لا للديكتاتورية" و"الحرية لكردستان" بحسب الشرطة. ورفع المتظاهرون شعارات ترمز إلى حزب العمال الكردستاني المتمرد الذي يقاتل تركيا منذ 1984. وتأتي هذه التظاهرة في وقت تشهد فيه العلاقات بين برلين وأنقرة توترا منذ أن منعت ألمانيا وزراء أتراكا من المشاركة في تجمعات مؤيدة لأردوغان قبل استفتاء 16 ابريل. وقال إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي في بيان إن الرئاسة التركية "تدين بأشد العبارات" السماح بهذه التظاهرة. وأضاف "من غير المقبول رؤية رموز وشعارات حزب العمال الكردستاني (…) بينما يمنع وزراء وبرلمانيون أتراك من الاجتماع بمواطنيهم". وتابع كالين بأن "فضيحة" تظاهرة فرانكفورت كشفت أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تعمل بجد من أجل الترويج لرفض الإصلاحات المطروحة في الاستفتاء. وقال "نذكر مجددا الدول الأوروبية بأن القرار في 16 أبريل عائد إلى (الشعب التركي) وليس لأوروبا". وجرت التظاهرة في فرانكفورت بهدوء. وقالت متحدثة باسم الشرطة في فرانكفورت إن المشاركين فيها رفعوا أعلاما ولافتات لحزب العمال الكردستاني المحظور إضافة إلى صور لزعيمه عبد الله أوجلان. وكان المنظمون توقعوا مشاركة عشرين ألف شخص في هذا التحرك الذي نظم بمناسبة رأس السنة الكردية (النوروز)، وكان العدد أكبر من ذلك. وأوضحت الشرطة أنها لم تتدخل لمصادرة هذه الأعلام لتجنب استفزاز الحشد. لكنها أضافت أنها التقطت صورا قد تؤدي لاحقا إلى القيام بملاحقات. واتهم أردوغان الاثنين الماضي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ب"دعم الإرهابيين" في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة أصلا بين البلدين. ورد الناطق باسم ميركل بوصف هذه الاتهامات "بالسخيفة". وتضم ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم يشكل الأكراد جزءا كبيرا منها.