رأى محللون سياسيون مغاربة أنه لا يوجد دور حقيقي لبعثة الأممالمتحدة في إقليم الصحراء (مينورسو)، بسبب استحالة تنظيم استفتاء في الإقليم، بعد رفض المملكة المغربية المتكرر لذلك، وإصرارها على مقترح الحكم الذاتي. وقال عبدالفتاح الفتايحي، الباحث المغربي في شؤون الصحراء والساحل الأفريقي، إنه "من الضروري تغيير مهام مينورسو، والتسريع في وضع خارطة طريق واضحة لحل قضية الصحراء". وأضاف، أن "المغرب يريد إعادة النظر في مهام هذه البعثة الأممية، خصوصا أن المكون السياسي لها لم يعد يقوم بوظيفته الحقيقية، والمتعلقة بتحري الهيئة الناخبة والإشراف على تنظيم الاستفتاء". وتابع الفتايحي، "هناك الآن موقفان بخصوص بعثة مينورسو؛ الأول يتحدث عن توسيع صلاحياتها، وهو طرح يتبناه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والثاني يتبناه المغرب، ويتعلق بتقليص الصلاحيات". وأشار إلى أن مجموعة دول "أصدقاء الصحراء" (تضم فرنسا، وأسبانيا، وروسيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية) تحاول إيجاد موقف وسط بين الموقفين، واصفا ذلك بأنه "أمر صعب". من جانبه، رأى سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة العين في الإمارات، أن "بعض القوى الكبرى لا تريد حلا لقضية الصحراء من شأنه أن يعزز موقع المغرب في محيطه الجيوسياسي، ما سيجعله دون شك فاعلا محوريا". وكان بان كي مون قد زار مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، مطلع مارس الماضي، وأكد أنه لن يدخر جهدا للتوصل إلى حل لقضية الصحراء، واصفا وجود المغرب ب"الاحتلال"، ما أثار حفيظة الرباط التي ردت على تصريحاته، بتقليص جزء كبير من المكوّن المدني وخاصة الشق السياسي من بعثة مينورسو وسحب إسهاماته المالية التطوعية المخصصة للبعثة الأممية.