شاركت مباركة بوعيدة،الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية في أشغال مائدة مستديرة احتضنها مقر اليونسكو اليوم الثلاثاء بباريس، همت النقاش حول مسار النهوض بأوضاع المرأة بالمغرب ، و أكدت بوعيدة في مداخلتها أن كل ما تحقق من مكتسبات لصالح المرأة المغربية دستوريا و سياسيا و قانونيا، يستوحي روحه ومضمونه من الرؤية الملكية في مجال النهوض بأوضاع المرأة و فتح آفاق أمام مشاركتها في الحياة السياسية و الاقتصادية و السعي إلى الرفع من كل أشكال التمييز ضد المرأة ، وتفعيل مقاربة النوع في السياسات العمومية ، و تحسين الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للمرأة في العالم القروي و في المدن من خلال محاربة الفقر و الهشاشة و انخراط النساء في مشاريع مدرة للدخل من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إضافة إلى تفعيل نظام الكوطا في البرلمان و السعي إلى تفعيل المساواة في تولي المناصب العليا ، وغيرها من المكتسبات التي أتى بها الدستور الجديد. في السياق ذاته ، أجرت الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية و التعاون، اليوم الثلاثاء بباريس بمقر اليونسكو، مباحثات مع "ايرينا بوكوفا" ، المديرة العامة لليونسكو، تناولت بحث قضايا متعددة تهم تطوير مجالات التعاون الثنائي ، وقضايا ذات اهتمام مشترك . وفي هذا الإطار، تناول الطرفان محور "المرأة و التطرّف"، الذي اختير من لدن اليونسكو محورا أساسيا للنقاش في اليوم العالمي للمرأة ، من اجل حمايتها اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا حتى لا تقع ضحية استقطاب الجماعات الإرهابية. وأعربت مباركة بوعيدة في هذا الإطار لمديرة اليونسكو عن شكرها وامتنانها لاختيار المغرب شريكا للمنظمة في اليوم العالمي للمرأة، مؤكدة أن جهود المغرب في مكافحة التطرف تعتمد مقاربة شاملة متعددة الأبعاد ، وان حماية المرأة من الهشاشة الاجتماعية هو الكفيل بإنقاذها من. الوقوع ضحية التطرّف، رغم أن المرأة المغربية تبقى بعيدة عن هذه الآفة من جهة أخرى، عبرت "ايرينا بوكوفا" عن امتنانها للانخراط التام للمغرب في مختلف مبادرات اليونسكو و لعبه دورا أساسيا في المجلس التنفيذي و حضوره الهام في مجالات الثقافة التربية و البيئة و التنمية المستدامة . من جهتها ، هنأت بوعيدة ايرينا بوكوفا على ترشحها لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة متمنية لها حظا موفقا، مشددة على أن تولي سيدة لهذا المنصب الهام ، في حال تحققه، سيشمل قفزة نوعية في الأدوار الطلائعية التي تلعبها المرأة اليوم في المحافل الدولية . في السياق ذاته، أكدت الوزيرة المنتدبة أن المغرب قطع أشواطا هامة في مسار بناء أسس الحداثة و الديمقراطية والنهوض بالقيم الكونية لحقوق الإنسان، وعلى رأسها حقوق المرأة ، مسجلة أن هناك عمل جبار قام به المغرب. خلال السنوات الأخيرة في هذا الاتجاه وعبر الطرفان عن طموحهما في بناء شراكة نموذجية ، وأشادت المديرة العامة. لليونسكو في هذا الإطار باهتمام جلالة الملك محمد السادس بتطوير علاقات المغرب المتعددة الأطراف مع المنظمات الدولية ، خاصة اليونسكو ، معتبرة أن الأخيرة ستكون شريكة للمغرب لإنجاح مؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22 )، كما أبدى الطرفان ارتياحهما للتعاون الثلاثي بين المغرب و اليونسكو وإفريقيا.