أعلنت الحركة الوطنية لتحرير ازواد, أكبر فصائل الطوارق المتمردة في مالي “استقلال ازواد” شمالي البلاد, وفق بيان نشر على موقعها الالكتروني. وقال موسى اغ الطاهر المتحدث باسم الحركة “نعلن رسميا استقلال ازواد اعتبارا من اليوم (الجمعة)”، مضيفا أنهم سيحترمون “الحدود مع الدول المحاذية”. وأضاف الطاهر “لقد أنهينا للتو معركة مهمة جدا, هي معركة التحرير”. ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى سرعة الاعتراف ب”الدولة الجديدة”. يذكر أن المتمردين الطوارق ومجموعات إسلامية سيطروا في نهاية الأسبوع الماضي على ثلاث مدن كبرى في شمال مالي هي كيدال وغاو وتمبكتو. وجاءت تلك التطورات إثر الإنقلاب العسكري الذي وقع قبل نحو أسبوعين وأطاح بالرئيس السابق امادو توماني توري. وفي أحدث إشارة على الانفلات الأمني في المنطقة، أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن مسلحين مجهولين يحتجزون قنصل بلاده في مدينة غاو بشمالي مالي، وستة آخرين من العاملين في القنصلية. وأدان الطاهر اختطاف القنصل الجزائري في بلدة غاو الخميس على أيدي “وحدة مسلحة إرهابية” خلال عملية “شديدة العنف”. لكن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصدر عسكري مالي قوله “نعلم إن حركة تحرير أزواد غير مسؤولة عن هذا الأمر”، مشيرا إلى المسؤولية تقع على حركة أنصار الدين المتشددة التي يقودها إياد آغ غالي. وقال شهود عيان إن المسلحين الذين اختطفوا القنصل الجزائري كانوا يرفعون الراية السوداء التي تمثل الجماعات السلفية. وكانت نفس الراية قد استخدمت شعارا ورفعت من قبل المتمردين الإسلاميين الذين سيطروا على تمبكتو وبلدات أخرى في شمال البلاد. يذكر أن منظمة العفو الدولية حذرت الخميس من أن شمال مالي يواجه كارثة إنسانية بعد أن قام المتمردون بسرقة الغذاء والإمدادات الطبية في المنطقة التي تعاني أصلا من نقص الغذاء. ودعت المنظمة إلى السماح الفوري لمنظمات الإغاثة بالدخول إلى مالي لمنع المزيد من الوفيات في صفوف المدنيين. وأشارت منظمة العفو إلى أن غالبية العاملين في مجال الإغاثة قد فروا من المنطقة. وقال غيتان موتو الباحث المتخصص في غرب أفريقيا بالمنظمة “يواجه السكان خطرا وشيكا بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء مما يمكن أن يتسبب في المزيد من الوفيات وخاصة بين النساء والأطفال”. وأضافت المنظمة في بيان أن النساء والفتيات يتعرضن إلى الاختطاف من منازلهن في مدينتي غاو وميناكا. كما قال صحفيون إن الوضع في مدينة غاو متوتر جدا وأن سكان المدينة يسعون للفرار من المنطقة وأن الحافلات التي تغادر إلى العاصمة تكون ممتلئة. في هذه الاثناء قال الوسيط الاقليمي جبريل باسولي، وهو وزير خارجية بوركينا فاسو، إنه متفائل بأن العقوبات التي فرضت على مالي سترفع في القريب العاجل. وأضاف، في حديث إلى قناة تلفزيونية محلية عقب لقاء قائد الانقلاب الكابتن أمادو ساناغو، أن إعلانا “في الاتجاه الصحيح” يمكن توقعه في القريب العاجل.