بعدَ مُضيّ ثلاث شهور على تأسيسها، بادرت الجمعية الثقافية الاجتماعية فسيلة؛ لتنظيم أول نشاط إشعاعي نوعي، يهتم بتنمية الوعي الأخلاقي في المجتمع وخاصة لدى فئة الشباب. ففي الأمسية الثقافية الفنية التي عقدتها "جمعية فسيلة"، يوم السبت الخامس من أبريل الجاري، بقاعة مندوبية الشباب والرياضة بأكادير، والتي عرفت ثلاث مداخلات مهمة أطرتها كل من الدكتورة في الطب العام أمال البقالي "خلاق بحرية"، والدكتورة الاختصاصية في علاج السرطان، بالمركز الأنكولوجي بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، حول الخطوات الإستباقية للوقاية من السرطان، وكمداخلة ثالثة أطرها الأستاذ الباحث في علم النفس إدريس ساجد، حول كيفية إيجاد السعادة؛ بعد قراءة آيات بينات من الذكر الحكيم، دعت رئيسة الجمعية الدكتورة أمال البقالي، في كلمة افتتاحية إلى فتح نقاش حول أهمية الأخلاق في كافة مجالات العمل، من أجل الارتقاء بفئة الشباب أخلاقيا، داعية إلى شباب قوي أمين متخلق؛ يسمو بمستوى مجتمعه، مشيرة في معرض مداخلتها إلى مجموعة من المحاضرات، التي قاموا بتأطيرها في المدة التي تلت التأسيس؛ من قبيل محاضرة للنساء السجينات بسجن أيت ملول حول أهمية الأخلاق. وحضرت أهمية الوقاية من مرض السرطان بقوة من خلال اللقاء، في المداخلة التي عرفها في الموضوع، إذ أبرزت الدكتورة فاطمة احتاتو، الاختصاصية في علاج مرض السرطان، والمديرة السابقة لمركز الأنكولوجيا بمستشفى الحسن الثاني، أهمية الوقاية من السرطان في الحيلولة دون وقوع مجموعة من المشاكل المتعلقة بالمرض والآثار السلبية، التي يخلفها على كل من المريض ومحيطه اجتماعيا وماديا، مشيدة بالدور الذي لعبته جمعية لالة سلمى لمحاربة داء السرطان ابتداء من تاريخ تأسيسها سنة 2006؛ حيث بدأ تداول الموضوع وهيكلة مجموعة من البرامج الهادفة للعلاج والوقاية منه، مقدمة إحصائيات متعلقة بحالات السرطان المتعددة،كعنق الرحم، الذي يشكل 30 في المائة من الحالات، رابطة الحديث عن السرطان بالحديث عن الوقاية، وقابلية تطوره بتعرضه لأسباب خارجية كالمواد المسرطنة والأشعة بنوعيها النووية والشمسية، بالإضافة إلى مجموعة من الهرمونات الناتجة عن السمنة والزيادة في الوزن، داعية إلى إتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية؛ من قبيل برنامج غدائي فعال، من خلال مجموعة من الأمثلة الغذائية، دون أن تغفل دور الرضاعة الطبيعية، وأهميتها في الوقاية من السرطان، وأيضا القلق وما يسببه في إفراز هرمونات تزيد من نسبة الإصابة، موجهة خطابها للحاضرين بضرورة الابتعاد عن الأشياء؛ التي نهى عنها الدين الإسلامي؛ والتي يمكنها أن تزيد من نسبة الإصابة من قبيل شرب الخمر والعلاقات المحرمة، مشددة على ضرورة التحلي بالأخلاق الحسنة. في هذا السياق أوضحت الدكتورة أمال البقالي، في مداخلتها حول موضوع الأخلاق، أهمية التفكير الداخلي في أمور الإنسان، داعية الحاضرات والحاضرين إلى إعطاء الحق للذوات، واصفة العلاقة بين الصنعة والصانع الخالق في خلقه للخلايا الحية داخل الإنسان، مقدمة إحصائيات حول خلايا الجسم المتجددة وغير المتجددة منها، تكويناتها من نواة وغيرها، معتبرة تكوين الخلايا الإنسانية إعجازا من عند الله، رابطة بين مجموعة من الأمور التي تطرقت إليها الدكتورة احتاتو في مداخلتها حول الوقاية من السرطان، وموضوع الوعي الداخلي، معتبرة العلم عاجزا عن اكتشاف مجموعة من الأمور المتعلقة بذات الإنسان ووعيه بقواه الداخلية وخلاياه، التي تنم عن إعجاز كبير وخشوع للخالق؛ في عددها ومدة عيشها وتشبعها بخرائط جينية وتوجيهات، مبرزة هنا مثال الطفل الرضيع، الذي يخرج للدنيا وفيه رغبة في الرضاعة، داعية إلى التفكر الخلق و اتخاذ القرار بحرية والتخلق بحرية والعمل بالفعل دون القول، مشددة على ضرورة إتباع أحسن الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم وفهم الحديث "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق؛" والرسالة التي يحملها الحديث في أهمية الأخلاق والوعي بها واكتسابها والعمل بها ونشرها بحرية. من جهته، ربط الأستاذ إدريس ساجد، الأستاذ الباحث في علم النفس، ورئيس مركز متخصص في التنمية البشرية، في مداخلته حول موضوع إيجاد السعادة، السعادة بالوجود البشري قائلا "أنا سعيد إذن أنا موجود"، مؤكدا على اعتبارها مطلبا داخليا وحالة من الرضا والقبول بما قسمه الله على الإنسان، مشيرا لأربعة أمور أساسية تشكل مربع السعادة، والتي دعا إلى ضرورة استحضارها؛ أولها الإحساس بالأمان الداخلي، ثانيها اكتساب بوصلة أخلاقية داخلية تميز بين الصواب والخطأ، ثالثها اكتساب الحكمة، رابعها القوة والقدرة على التصميم، وحث الحاضرين على مراعاة ضرورة وجود هدف مؤطر برسالة في الحياة؛ لاكتساب الأسس الأربعة المشار إليها للتحلي بالسعادة؛ التي هي موضوع أخلاقي لدى الفلاسفة على حد تعبيره. وعرفت فقرات الأمسية تنشيطا متميزا من طرف المنشط توفيق عبدو، والطالبة بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير سمية سمح الله، وفقرات إنشادية جميلة تفاعل من خلالها الحضور مع المنشد عبد الرحيم كشول،كما تم خلال نهاية اللقاء، تكريم الفاعلة الجمعوية السيدة فطومة فارس؛ التي أعطت الكثير في صمت في كل ما يتعلق بالعمل الجمعوي الهادف الخيري، والتي نوهت من خلال كلمة لها بأهمية أهداف الجمعية، التي بادرت لتكريمها لتعطى الكلمة لشهادات في حقها.