بمناسبة المولد النبوي الشريف نظم المجلس العلمي المحلي بإقليمالفحص أنجرة يوم الأربعاء 1 فبراير2012 الموافق 8 ربيع الأول1433ه يوما دراسيا لفائدة أئمة ووعاظ مساجد إقليمالفحص انجرة في موضوع: "تقريب كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض السبتي" وقد جرت أعماله بفندق طريفة الذي يوجد بطريق القصر الصغير عمالة الفحص أنجرة، بمشاركة ثلة من العلماء والأساتذة والباحثين وقد انصهرت كل جلسات ومناقشات اليوم في بوثقة من الفكر اللامع والمرتب والجهد العلمي المهذب لتتكلم بلسان واحد ووحيد عن كتاب الشفا وما تميز به عن باقي كتب السيرة شكلا ومضمونا، وجدير بالذكر أن هذه التظاهرة الوازنة توزعتها جلستان نقدم بعض خطوطها العريضة: استهلت أعمال اليوم الدراسي بآيات بينات من الذكر الحكيم ثم تناول الكلمة بعد ذلك الدكتور عبد السلام فيغو رئيس المجلس العلمي المحلي بإقليمالفحص انجرة رحب فيها بالمشاركين والحاضرين وأكد على أهمية موضوع هذا اليوم الدراسي الذي شعاره "في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم" مذكرا على ضرورة قراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة أخلاقية واصلة بين علم الداعية وعمله، كما أوضح أن هذا اليوم الدراسي يندرج في سياق التقريب الأصيل للممارسة التراثية الإسلامية وذلك من أجل إحياء داعية التفقه والاجتهاد لدى الأئمة والوعاظ وجمع هممهم ونشدان ضمائرهم من أجل القراءة والبحث العلمي حتى يتمكنوا من تربية ذوقهم وصقل ملكة فهمهم. وقد التأمت محاضرات اليوم الدراسي في جلستين: الأولى : تضمنت أربع عروض افتتحت الأولى بعرض الأستاذ نافع اغزييل عضو المجلس العلمي المحلي بإقليمالفحص أنجرة بعنوان "القاضي عياض السبتي عالم أنجرة والمغرب" ذكر فيه التعريف بالقاضي عياض السبتي وسيرته وعطائه العلمي وجوانب من شخصيته كما بين فيه أثره في تأصيل مجموعة من العلوم الإسلامية وكيف أن هذا العلم الكبير هو محورا للثقافة المغربية والأندلسية. تلاه عرض الشيخ أحمد التوزاني عضو المجلس العلمي المحلي بإقليمالفحص أنجرة المعنون ب "وصل أهل الوفاء بسيد الحنفاء عبر كتاب الشفا" عرج فيه على التعريف بكتاب الشفا والتنويه بقيمته العلمية ثم انتقل إلى ذكر سنده لكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم من طريق شيخه العلامة المحدث سيدي عبد الله التليدي الطنجي صاحب كتاب إتحاف أهل الوفا بتهذيب كتاب الشفا. وبعدها ألقى الدكتور عبد المنعم بن الصديق عرضه حول "منهج القاضي عياض في عرض فنون السيرة النبوية في كتابه الشفا" بين فيه أن هذا السفر من الكتب الفريدة المؤلفة على هذا النمط وانه يتمتع بخصائص بها تميز عن ترائبه ويسمو على اضرابه وذلك باحتوائه على كل فنون السيرة النبوية وفقها وتطرقه لمهمات أصول الدين واعتماده في ذلك كله على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وآراء المفسرين والمحدثين والفقهاء، كما تحدث عن الانتقادات التي وجهت لهذا الكتاب وقام بإبطالها. ثم أخذت الكلمة بعده الدكتورة محاسن أحمدون التي عنونتها ب "مظاهر الكمال عند المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال كتاب الشفا" أبرزت من خلالها مضمون القسم الأول من الكتاب موضحة المنهج الذي اتبعه المؤلف في تناول أبوابه ثم قامت بعرض مجموعة من مظاهر كمال النبي صلى الله عليه وسلم وخلصت إلى أن في عنق كل مسلم ومسلمة دين تجاه قائدنا الكريم ذي الخلق العظيم باعتباره صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والمعلم الرحيم. فيما تناول الكلمة الدكتور عبد الواسع الشامي عضو المجلس العلمي بإقليمالفحص انجرة الذي جعل عنوان مداخلته "مكانة الصحب في الإسلام والتنقيص منهم نقص في الإيمان" جسد من خلالها مكانة الرعيل الأول في الإسلام رضوان الله عليهم وبين جهود القاضي عياض في حفظ منزلة الصحابة والذب عنهم بشتى الوسائل من خلال كتابه الشفا. أما الجلسة الثانية فاستهلت بكلمة الدكتور سعيد بوعصاب بعرض "قراءة في مبحث الإعجاز من خلال كتاب الشفا" حيث تطرق فيه لمفهوم الإعجاز وأقسامه وضوابطه معرجا على الآيات والأحاديث التي تضمنها كتاب الشفا وما احتوت من مضامين الإعجاز منبها على أن هذا الفن يجب أن يحفظ من كل دخيل وأن يتعامل معه بحيطة وحذر حتى لا نحمل النصوص ما لا تحتمل. وتناول الكلمة بعده الأستاذ ححود محمد الذي جعل عنوان مداخلته "تحرير الإسناد السماعي لكتاب الشفا" عرج فيه على مفهوم الإسناد وأهميته لدى المحدثين ثم خلص إلى ذكر مجموعة من فوائده ثم قام بذكر سنده للشفا من طريق الشيخ المعمر سيدي محمد البقالي الانجري الطنجي. لتختتم أعمال هذا اليوم الدراسي بعرض الشيخ محمد المصطفى البقالي عضو المجلس العلمي المحلي بإقليمالفحص انجرة "مبحث النبوات من خلال كتاب الشفا" بين فيه حقيقة النبوة والرسالة والاصطفاء موضحا الأحكام العقائدية المرتبطة بهذا المبحث العظيم. وقد اختتمت أعمال هذا اليوم الدراسي بالمناقشات الغنية خلصت إلى ذكر جملة من النتائج والتوصيات وتلاوة البرقية المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السدس نصره الله وتم الختم بالدعاء الصالح وقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم.