وقعت "الحاجة كنزة" ذات الخمسين سنة من عمرها، وهي إطار بوزارة الفلاحة و عازبة، تعمل بقسم الصحة والحيوانات، ( وقعت) في شراك فرقة الأخلاق العامة التابعة للشرطة القضائية لولاية أمن الرباط، حيث كانت تتزعم شبكة للدعارة الراقية، بعد تواتر العديد من الشكايات من طرف السكان المجاورين لحوالي 12 شقة و«فيلتين»، كانت المعنية تكتريها بحي الرياض، وتعمد إلى تأثيثها وإعادة كرائها للزبناء الأجانب من دول عربية، والخليجيين على وجه التحديد بسومة كرائية تتراوح بين ألفين درهم حتى 3آلاف درهم لليوم الواحد. الفوضى والضجيج اللذان كانت تحدثهما السهرات الماجنة- التي كانت تحييها شبكة تديرها "الحاجة كنزة" إمبراطورة الدعارة الراقية كما يلقبها البعض – بمختلف الشقق المفروشة إلى جانب »فيلتين» بأرقى حي بالعاصمة (حي الرياض)، والتي كانت تجلب لهم فتيات عبر سيارة في ملكية شركة لإيجار السيارات بالرباط، من خلال تخصيص سائق خاص لهذه المهمة، في الوقت الذي كانت تدير المتهمة كل هذه الأمور عن بعد من دون أن تظهر في الصورة، بحسب مصدر وثيق الاطلاع، كونها موظفة مسؤولة وإطارا عاليا بوزارة الفلاحة، لم ترغب أن ينكشف أمرها، لكن الكيل طفح ولم يعد السكان المجاورون لهذه الشقق التي تعيش يوميا على سلوكات فاضحة ولا أخلاقية، يطيقون هذا الوضع الشائك مما دفعهم إلى تقديم عدة شكايات لولاية أمن الرباط في الموضوع. وضع الشقق المعدة للدعارة مثار شكايات السكان المتضررين تحت المراقبة الدقيقة لعناصر فرقة الأخلاق العامة لولاية الرباط، أسفر عن اعتقال ثلاثة خليجيين وفتاتين في حالة تلبس بمختلف الشقق المعنية بحي الرياض، إضافة إلى شركاء آخرين من قبيل سائق السيارة المعدة لجلب الفتيات، ونقلهم إلى الشقق المفروشة بغرض قضاء ليال حمراء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث جرى اقتيادهم إلى مقر ولاية أمن الرباط للتحقيق معهم. أفراد شبكة الدعارة الراقية الموقوفون، اعترفوا خلال الاستماع إلى إفاداتهم من قبل المحققين، كونهم يعملون تحت إمرة »إمبراطوريتهم» التي تدعى "الحاجة كنزة" والتي تدير كل هذه العمليات عبر هاتفيها النقالين، بل تأتي في بداية كل سهرة لكي تتوصل بمستحقات كراء تلك الشقق التي تتراوح بين ألفين و3آلاف درهم لليلة الواحدة وتختفي عن الأنظار، في حين تتوصل الفتيات من الزبناء الخليجيين والعرب بشكل عام بألف درهم كإكراميات، و3 آلاف درهم عن ممارسة الجنس، فيما يتقاضى السائق 500درهم عن كل عملية دون احتساب الإكراميات، أما العاملات بالشقق كمنظفات وطباخات يتقاضين 200درهم عن كل يوم. بناءا على المعطيات التي قدمها أفراد شبكة الدعارة بشأن راعية عمليات الوساطة في البغاء التي تديرها رئيسة شبكتهم عن بعد، تمكنت عناصر الفرقة سالفة الذكر من اعتقال "الحاجة كنزة" بفيلا بحي الرياضبالرباط، وحجزت بحوزتها 18 ورقة نقدية من فئة 100أورو، إضافة إلى حوالي 70 مفتاحا لمختلف الشقق التي تحولت إلى وكر للدعارة وممارسة البغاء بالعاصمة الرباط، وسيارة من نوع "داسيا" لجلب واستدراج الفتيات، وبعد تعميق البحث معها ومواجهتها بالمنسوب إليها، لم تجد بدا من الاعتراف كونها تعيش ظروفا مادية حرجة بسبب الحجز الذي طال بعض عقاراتها من قبل إحدى المؤسسات البنكية، الأمر الذي دفعها إلى التفكير في خلق شبكة للدعارة الراقية بحي الرياض، واختيار نوع متميز من الزبناء خاصة الخليجيين منهم، من أجل تحقيق ربح سريع يمكنها من سداد أقساط قرض المؤسسة البنكية بهدف رفع الحجز التحفظي الذي طال عقارها، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، لم تكن تتوقع أنها ستخسر عقارها ووظيفتها كإطار بوزارة الفلاحة، "لا ديدي لا حب الملوك" كما تقول الأمثولة الشعبية. رئيسة شبكة الدعارة إلى جانب باقي مشاركيها الثمانية، من بينهم ثلاثة خليجيين ومومستين أحيلوا أول أمس الخميس على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، من أجل النظر في التهم الموجهة إليهم والمتعلقة بإعداد وتقديم وكر للدعارة، القوادة والوساطة في البغاء، وممارسة البغاء، جلب واستدراج أشخاص للبغاء بواسطة ناقلة، وأخذ نصيب مما يتحصل عليه عن طريق البغاء، والتحريض على الفساد.