أثمرت التحقيقات الأمنية المكثفة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية عن كشف قاعدة لوجيستية للأسلحة والذخيرة في منطقة جبلية نائية بإقليم الرشيدية. وقد استهدفت العملية، التي تندرج ضمن تحقيقات تفكيك خلية إرهابية على صلة بتنظيم داعش في منطقة الساحل، الكشف عن شحنات أسلحة كانت معدة لتمويل مخططات إرهابية. بفضل تقنيات حديثة لتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية، تم تحديد النقطة المشبوهة في "تل مزيل"، بمنطقة "واد النعام" على الحدود الشرقية للمغرب. حيث كانت الأسلحة مخبأة في موقع صخري وعرة المسالك، ما استدعى تسخير آليات متخصصة للتمشيط والتفتيش، بما في ذلك كلاب مدربة وأجهزة للكشف عن المعادن، ووسائل تكنولوجية متطورة مثل الروبوتات لرصد المواد المتفجرة. التحقيقات أسفرت عن العثور على شحنة كبيرة من الأسلحة، تشمل سلاحين كلاشينكوف، بندقيتين ناريتين، عشر مسدسات نارية، بالإضافة إلى ذخائر متنوعة مخبأة في أكياس بلاستيكية داخل حفرة أسفل المرتفع الصخري. تبين أن الأسلحة كانت قد أرسلت إلى المنطقة عبر شبكة تهريب يشرف عليها قيادي في تنظيم داعش بمنطقة الساحل، استعداداً لاستخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية بعد تأمين نقلها إلى عناصر الخلية المفككة. السلطات المغربية تواصل تحقيقاتها تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع تفاصيل العلاقة بين هذه الخلية الإرهابية وتنظيم داعش، في خطوة لتعزيز الأمن الداخلي والتصدي لأي تهديدات إرهابية في المنطقة.