تستعد الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز للإعلان عن نتائج الإحصاء الذي تجريه بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حول القطيع الوطني من الأغنام والماعز. ويأتي إحصاء الجمعية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية "كومادير" بالتزامن مع تراجع مقلق للقطيع الوطني من الأغنام بسبب توالي 6 سنوات من الجفاف، علما أن الاستعداد لعيد الأضحى بالمغرب يتطلب على الأقل 3 ملايين رأس من الأضاحي. ورغم أن الجمعية لم تفرج بعد عن نتائج الإحصاء، وهو الأمر الذي يتوقع أن يتم خلال أسبوع، كشف مصدر من كونفدرالية "كومادير" أن جميع المؤشرات تفيد بأننا سنقف على تراجع كبير للقطيع، وهو ما يطرح تساؤلات واسعة حول مستقبل عيد الأضحى هذه السنة في المغرب. وعما إذا كان القطيع الوطني قادرا على الصمود أمام التحديات التي يواجهها، أوضح ذات المصدر أن الظروف المناخية الصعبة التي يشهدها المغرب تسببت في تراجع القطيع، في ظل ارتفاع مهول لأسعار الأعلاف، وهو ما يجعل احتمالات الصمود أمام هذا الوضع ضعيفة جدا. وأبرز ذات المصدر أن إلغاء عيد الأضحى قد يكون إشكالا لبعض الكسابة الذين يراهنون على العيد، لكن مستقبل القطيع الوطني أهم، مشيرا إلى أن الوضع القائم أثقل كاهل المربين أيضا، حيث وصلت الأمور ببعضهم إلى استنزاف مدخراتهم من أجل الإيفاء بمعيشهم اليومي. وعبر المصدر نفسه عن خوفه من استنزاف "الخروفة"، أمام تراجع وغلاء الأكباش، مما يتهدد الموجودات من الأغنام، مسجلا أن النقص في قطيع الأغنام طرح في عيد الأضحى الماضي أيضا، مما اضطر الحكومة ساعتها إلى تخصيص دعم بقيمة 500 درهم عن كل رأس من أجل الاستيراد للاستجابة لاستحقاقات العيد. واعتبر المصدر ذاته أن الاستيراد لم يكن ناجحا بشهادة الحكومة ذاتها، كما أن هذه العملية لم تحقق النتائج المرجوة بتوفير الأضاحي بأسعار مقبولة، إذ بقيت الأسعار مرتفعة خلال عيد الأضحى السنة الماضية، في وقت يتوجب حاليا العمل على عدم ذبح الإناث، وتجنب ذبح الأغنام الصغيرة لزيادة أعداد القطعان المحلية. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة والصيد البحري أعلنت عن إطلاق إحصاء عام لقطيع الماشية الوطني، في خطوة تهدف إلى تقييم الوضع الراهن للقطاع وسط استمرار الجفاف للسنة السابعة على التوالي.