مع اقتراب الموعد النهائي للتسوية الطوعية للأموال غير المصرح بها، شهدت البنوك بمدينة أكادير تدفقًا غير مسبوق للعملاء الذين يحملون أموالهم لإيداعها وتسويتها وفقًا للقوانين الجديدة. وما يميز هذه الفترة ليس فقط الزيادة الكبيرة في الإيداعات، بل أيضًا الطرائف والمواقف التي صاحبتها، والتي أصبحت حديث الموظفين والعملاء على حد سواء. رزم بأربطة مطاطية من بين الطرائف التي أثارت دهشة موظفي أحد البنوك، حالة زبون وصل إلى المؤسسة البنكية حاملاً رزمًا من الأموال مربوطة بأربطة مطاطية. وعند محاولة عد النقود، تفاجأ الموظف بكون الأربطة المطاطية قد التصقت بالأوراق النقدية، مما صعب عملية فكها وعدّها. و استدعى الأمر تدخلًا يدويًا دقيقًا ووقتًا إضافيًا لفصل الأوراق النقدية دون إتلافها. النقود المغطاة بالأتربة وفي موقف آخر، جاء أحد العملاء بحقيبة تحتوي على رزم من الأموال كانت متسخة بالكامل ومغطاة بالأتربة. يبدو أن هذه النقود كانت مخزنة لفترة طويلة في ظروف غير مناسبة، مما جعل الموظفين يضطرون لتنظيفها قبل عدها والتأكد من صلاحيتها. حقائب وأكياس ممتلئة كما حمل بعض العملاء أموالهم في حقائب وأكياس كبيرة بشكل يثير الفضول، حيث بدت المشاهد وكأنها مقتبسة من أفلام سينمائية. بين من استخدم حقائب السفر ومن لجأ إلى أكياس بلاستيكية عادية، كان التنوع في الوسائل واضحًا ويعكس حالة الاستعداد العشوائي لدى البعض. الأوراق النقدية القديمة جدًا إحدى القصص التي لا تُنسى كانت لعميل جاء بأوراق نقدية قديمة جدًا، بعضها يعود لعقود مضت، مما جعل الموظفين في حيرة حول كيفية التعامل معها. هذا، وتعكس هذه المواقف مزيجًا من التحدي والطرافة التي تواجهها البنوك خلال حملات التسوية الطوعية. وعلى الرغم من الجهد الإضافي الذي تتطلبه معالجة هذه الحالات، إلا أنها تضيف عنصرًا إنسانيًا مرحًا وسط ضغوط العمل. ولا شك أن هذه الفترة ستظل محفورة في ذاكرة العاملين بالبنوك والعملاء على حد سواء.