جريمة فظيعة بكل المقاييس، بطلها شقيقان استدرجا يوم الاثنين شابا إلى غابة بهوارة، ثم ربطاه بجدع شجرة أركان، وصبا البنزين عليه وأضرما النار في جسده، وقد اعتقلا وأحيلا صباح أمس الخميس على الوكيل العام للملك باستئنافية أكادير الضحية عمره 24 سنة مات أول أمس بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، بعدما تفحم جزء من جسده، فواقعة الحرق تم التخطيط لها بعناية من قبل المتهمين بدعوى أن الضحية يتربص بشقيقتهما ويتحرش بها. الضحية يوسف يشتغل مساعد " تورنور" لدى شقيقه بمحل للخراطة بأولاد تايمة، كان بعد ظهر يوم الاثنين منهمكا في إعداد وجبة الغذاء بالورشة حين رن هاتفه النقال، وكان على الخط صديق العمر هشام، لبى دعوته في الحين تاركا شقيقه " المعلم" والورشة والغذاء يطهو فوق نار قارورة الغاز، اقترح هشام وأخوه على يوسف أن يرافقهما إلى الغابة حيث سيتناولون " الطاجين " سويا بالهواء الطلق، ولم يكن يعلم بأنه سيتحول إلى شواء. حمل الشقيقان يوسف في سيارتهما الحمراء من نوع رونو 309 ، وكانا في انسجام ظاهري تام مع الضحية بعدما استدرجاه. تجاوزوا بلدية أولاد تايمة ومنها إلى جماعة أهل الرمل وصولا إلى جماعة القصيبة إلى أن بلغوا منطقة بوالمعدن الغابوية حيث الامتداد الجبلي باتجاه اشتوكة أيت باها، وفور النزول والترجل من السيارة، تحول الشقيقان إلى ذئبين بشريين، انقضا على يوسف وسط الغابة وربطاه بحبل إلى جدع شجرة أركان، ثم صبا صفيحة من البنزين على جسده، وأتبعاها شعلة نار مدمرة. لم تجد توسلات يوسف نفعا، أمام إصرار المتهمين على تنفيذ المحرقة، وحتى عندما هالهما أمر النار المدمرة التي اشتعلت بأطرافه، حاولا إطفاءها دون جدوى إلى أن أكلت أطرافه وانسلخ جلده من العنق حتى القدمين، واختلطت ثيابه المذابة مع أطرافه المحترقة. يحكي شقيق يوسف أنه نادى على الضحية عندما أصبح الغذاء بالورشة جاهزا غير أن هاتفه كان خارج التغطية، واكتشف بعد ذلك أن الهاتف أكلته النار مع الجسد إلى جانب نقوده وبعض أوراق هويته. ندم المتهمان بعد فوات الأوان، فنقلاه متفحما وسط سيارتها إلى دوار الكرارمة بجماعة الكدية البيضاء حيث يقطنان، ومنها توجه به صديقه هشام إلى المركز الصحي بأولاد تايمة فرفض استقباله لأن الحالة تستدعي تدخلا مستعجلا ، وتقرر نقله بواسطة سيارة إسعاف فورا إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، وكان المتهم ادعى أن شقيقه من قام بهذه الفعلة. أدخل الضحية عشية يوم الاثنين المستشفى، وعاده أبوه وشقيقه في الثالثة من صباح يوم الثلاثاء وكان مازال على قيد الحياة، وحول ما وقع أجاب بجملة واحدة " هادشي لي قدر الله" وطلب من الأخ والأب بأن لا يخبرا أمه بما وقع، لكن لم تدركه شمس يوم الثلاثاء حتى اسلم روحه إلى الباري. ويواجه الشقيقان تهمة الاختطاف والاحتجاز والحرق بالنار المفضي إلى الموت. إدريس النجار/ عبد اللطيف بركة