أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان عن نجاح مقاطعة الامتحانات التي برمجتها الحكومة بشكل انفرادي ابتداء من يوم الأربعاء 26 يونيو الجاري. وأكدت اللجنة في بلاغ لها انتصار إرادة الطلبة بانخراطهم في المقاطعة بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، مشيرة إلى أن هذه الدورة تعتبر الرابعة التي تبرمج خلال هذه السنة الجامعية وتقابل بقرار المقاطعة من طرف الطلبة. وفي سياق متصل، أبرزت اللجنة أن المقاطعة جاءت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني الذي تجاوزت نسبته %90 لتأييد الاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموعة من "القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز". "تضييق" و"عسكرة" للكليات استنكرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان ما أسمته مظاهر "عسكرة" بعض الكليات خلال الامتحانات، وكافة أشكال التضييق الممنهج بالضغط عبر الاتصال بآباء وأمهات الطلبة بهدف تحريضهم ضد حرية أبنائهم في اتخاذ القرار. وإلى جانب ذلك، جدد الطلبة تنديدهم بالقرارات "التعسفية"، ومنها حل مكاتب ومجالس الطلبة، وكافة الاتهامات والتهديدات وحملات التشهير الإعلامية التي وجهها المسؤولون، مؤكدين "عدم رقي العرض الحكومي الأخير إلى مستوى تطلعات الطلبة، خاصة بعد التراجعات العديدة التي شهدها الاجتماع الوزاري الأخير". ومن جهة أخرى، أعلن هؤلاء رفضهم "التشبث غير المبرر بتواريخ الامتحانات وتقريرها بشكل أحادي بالرغم من عدم توفر الظروف البيداغوجية لإجرائها"، مثمنين انخراط الطلبة وحضورهم الكبير بمختلف مراكز تحاقن الدم عبر التراب الوطني للتبرع بالدم وكذا المشاركة في حملات تنظيف الشواطئ والحدائق العمومية. مطالب بحل الأزمة دعت لجنة الطلبة الحكومة المغربية وعبرها وزارتي التعليم العالي والصحة، إلى "القطع مع ممارسات التضييق وتحمل مسؤوليتها السياسية في تدبير الملف"، محملين إياها "المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه السنة الجامعية الحالية في ظل استمرار سياسة التعنت". وإضافة إلى ذلك، دعت اللجنة الحكومة إلى "التجاوب الإيجابي مع مطالب الطلبة الأطباء والصيادلة والتعجيل بحل الأزمة عبر الحوار الجاد والمسؤول، تفاديا لسيناريو السنة البيضاء"، مؤكدة على "استعدادها الدائم للحوار وإيجاد حلول ملموسة تهدف إلى الرقي بجودة التكوين الطبي والصيدلي". وتجدر الإشارة إلى أن "أطباء الغد" كانوا قد أعلنوا عن مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية، بعد عملية التصويت التي تمت على مستوى الكليات وكشفت عن نتائج عالية في اتجاه المقاطعة، وذلك بعد وصول الحوار بينهم وبين الحكومة إلى باب مسدود. ويشار أيضا إلى أن اجتماعا وزاريا كلن قد انعقد بحضور وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، و الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، لتدارس مستجدات ملف طلبة كليات الطب والصيدلة بالمغرب، وذلك بحضور عمداء كليات الطب والصيدلة، وممثلي طلبة كليات الطب والصيدلة. وخلال هذا الاجتماع، أكدت الحكومة على تحملها المسؤولية كاملة بخصوص ضمان جودة التكوين الطبي بالمغرب، كما دعت إلى ضرورة تحمل جميع الأطراف لمسؤولياتهم في هذا الملف، لاسيما الطلبة وأولياء أمورهم، و الذي يجب أن لا يخرج عن طابعه التعليمي والتربوي. وبخصوص التدابير الآنية المرتبطة باجتياز الامتحانات، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، عن افتتاح الدورة الربيعية يوم 26 يونيو، ودورتها الاستدراكية قبل متم شهر غشت مع برمجة امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في شهر شتنبر القادم. وموازاة مع ذلك، أعلنت الحكومة استدراك فترات التدريب الاستشفائية التي تمت مقاطعتها، و تعويض نقطة الصفر من بيان النقط بالنقطة المحصل عليها خلال الدورة الاستدراكية للفصل الاول، مع إعادة البث في العقوبات تفاعلا مع المبادرة لاجتياز الامتحانات.