أشار تقرير اللجنة المكلفة بالصناعة التقليدية التابعة للمجلس الجهوي سوس ماسة درعة، إلى أن هذا القطاع، مهدد بالاندثار بحكم الوضعية الهشة التي تعيشها عدد من الحرف ومنها على الخصوص صناعة الفخار، الصياغة، الزرابي، الحديد المطرق، الجلد، وغيرها. و دعا ذات التقرير الذي عرض خلال اليوم الدراسي المخصص لدراسة المخطط الجهوي لجهة سوس ماسة درعة للنهوض بهذا القطاع، إلى ضرورة التدخل للمحافظة على هذه الحرف وإعطائها الأهمية اللازمة من حيث التكوين والتمويل وتشجيع الشباب، فضلا عن تقديم الدعم للحرفيين والصناع التقليديين لتنظيم معارض الصناعة التقليدية وتوفير فضاءات خاصة لهذه المعارض، وتنظيم معرض جهوي لعرض ما تزخر به هذه الجهة من منتوجات جادت بها يد الصانع السوسي. كما طالب ذات التقرير بإحداث جمعية سوس ماسة درعة للصناعة التقليدية لمواكبة المخطط الجهوي وتسهيل سبل تنفيذه وتنزيله على أرض الواقع، واقترح إحداث بهذا الخصوص إحداث قرية نموذجية للفخارين بطريق تافراوت وإعداد وثائق وكتب ومطويات وأشرطة مصورة تعرف بالصناعة التقليدية بالجهة وبحرفها المشهورة حماية للذاكرة والهوية المحلية، و كذا إحداث شركة المناجم للمواد الأٍولية للصناع التقليديين وخاصة مادة الفضة . وأكد متدخلون خلال اليوم الدراسي أن قصبة الصناع التقليديين بأكادير مهددة بالزوال بسبب مشروع التهيئة لهذه المدينة، بالرغم من كونها تضم 52 ورشة زيادة على أنها فضاء للإنتاج والبيع في آن واحد، وعبر الحرفيون عن تخوفهم من زوال هذه المعلمة الحرفية. من جهة أخرى، أكد متدخلون آخرون، بأن ضعف التسويق أثر كثيرا على استمرار الصناع في حرفهم بورشات الفخار بجماعة تامالوكت بإقليم تارودانت لعدة أسباب منها صعوبة الولوج إليها نظرا لوجود مسالك جبلية وعرة، والشيء نفسه ينطبق على وضعية الفخار بورزازات و زاكورة و تنغير و جماعتي التمسية والدراركة بانزكان، وخاصة مع الصعوبة التي يجدها الحرفيون للحصول على المواد الأولية كالأعواد والأتربة بسبب تضييق الخناق عليهم من مصالح المياه والغابات، وغياب الدعم، وانعدام الأفران الغازية وضعف التسويق وغياب الفضاءات الملائمة وغيرها. وأثار أكثر من متدخل ما وصفوه ب”هجرة” عدد كبير من الحرفيين إلى مناطق أخرى ومزاولة مهن مختلفة من أجل ضمان سبل عيش كريمة لهم ولأسرهم، وأثاروا أيضا مشكل “التهديد” الذي يطال بعض الأرواش بسبب زحف العمران، و مشكل التلوث البيئي الذي تحدثه الأفران التقليدية. هذه الوضعية تتطلب –حسب المتدخلين-، تدخلا عاجلا لتنزيل المخطط الجهوي وتقديم الدعم المالي الكافي لإنشاء فضاءات لإحتضان المحترفات والأوراش بكل المناطق بالجهة المشهورة بصنف معين من الحرف والصناعات التقليدية المذكورة. في هذا الإطار، يروم المخطط الجهوي لجهة سوس، فتح اعتمادات مالية كدعم للمحترفات والأوراش منها على الخصوص تخصيص مليونين لدارالزربية بورزازات ومليون و900 ألف درهم لإنشاء مجمع الصناعة التقليدية بتنغير، ومليون و200 ألف درهم لتفعيل مجمع الصناعة التقليدية بتارودانت، وتخصيص مليوني درهم لشراء أفران غازية لحرفيي الفخار بجماعة التمسية بعمالة إنزكان أيت ملول، وجماعة الدراركة بعمالة أكاديرإداوتنان، وجماعة أيت ميلك بإقليم اشتوكة أيت باها ومنطقة تنغير، و500 ألف درهم تخصص للتكوين و 500 ألف درهم للتسويق والمشاركة في المعارض الدولية. هذا، وانصب اهتمام المشاركين في اليوم الدراسي المذكور على تعميق النقاش في أربع ورشات همت بالخصوص ما يرتبط بإشكالات الصناع والحرفيين من خلال التكوين وإعادة التكوين، والتمويل والإستثمار، و الجانب الإجتماعي المتعلق بتأهيل الحرفيين وحمايتهم فضلا عن هيكلة القطاع إنتاجا وتسويقا.