" فلنعترف جميعا وبصراحة، وقعنا جميعا في حب المغرب فالنصر على إسبانيا والبرتغال، رقصة بوفال مع والدته، عناق حكيمي ومبابي، الداهية الركراكي، لقد كانت لحظات رائعة!! هؤلاء الرجال قدموا لنا ولأنفسهم أفضل شهر كروي في الحياة.. شكرا لكم يا أسود الأطلس) قناة روسيا اليوم هي بعض تفاصيل الحكاية المغربية بأعين الآخرين وتتويجنا بالفوز بقلوب العالم دون الكأس وتحت أنظار أكثر من أربعة ملايير من المشاهدين لمبارة نصف النهاية.. هي فقرة من مقال سابق حاولت فيه توثيق ليوم أَغْشَتنا فيه الدَّهشَة جميعًا كمغاربة أمام هذا التعاطف العالمي الكبير لفريق شاب وطموح أجبر أكبر المنتخبات وأقدر المدربين والمتخصصين على تقدير عطاءاته.. بل تقديم استقالاتهم بعد كل هزيمة. يوم احتفلت معنا شعوب العالم بالنجمة الخضراء رمز البلد .. وردّدت َ معنا صامتة نشيد الوطن وقميصه فوق صدر ملك الوطن.. وقبلة على نجمته من أحد أبناء هذا الوطن.. وأنامل طفلة تسمع دموع أبيها من أجل هذا الوطن.. هي صور خالدة تقاسمناها يوما ما وبنشوة واعتزاز تحت سقف هذا البيت الكبير وزيّننا بها جدرانه ووجدانه.. هي نفس الصورة التي تجعلنا اليوم رافضين لأية محاولة خدش أو تسريب لأية أنانية مفرطة هدّامة لهذا الإنجاز الجماعي عبر منتخبنا الوطني المغربي الذي بدا لي يفقذ هذه الهوية من خلال ما تابعنا جميعا من تصرفات أنانية صادرة عن اللاعِبين زياش والناصيري والرافضة لقرار الناخب الوطني.. في البدء.. لابدّ أن نؤكد أنّنا أمام منتخب وطن بكل تاريخه وقيمه الحضارية وليس منتخب أشخاص بنزواتهم وغرورهم..والوضع بهذا الشكل يتقدّم الانضباط الأخلاقي على المهارة وجودة اللعب.. والمثير في هذه النازلة / الإهانة الغير المسبوقة أنّه لم يصدر لحدود السّاعة اي إعتذار للشعب المغربي عن هذا السلوك المشين سواء من طرف أصحابه.. أو توضيح مباشر من طرف هذا الناخب الوطني صاحب قرار الإختيار.. أو من طرف جامعة كرة القدم متسائلين مع رئيسها كيف لا يعتبر أنّ قدف قنينية ماء من طرف اللاعب والناصيري كانت على وجهنا جميعاً وهو بالمناسبة خريج أكاديمية محمد السادس..تلميذ لمشروعها التربوي قبل الرياضي.. كيف تبخّر كل شيء..وتراجع الحس الوطني أمام أنانية ضيقة وغرور مفرط.. كيف تحوّلت هذه القوة الناعمة إلى خادشة لمشاعرنا.. وهل يتمرّد العسكري على قرارات قيادييه.. وكيف يفاضل القائد نفسه بين أفراد قوته.. تلك بوادر انشطار لحمة هذه القوة الناعمة.. وقد يزداد الأمر أكثر إهانة إذا تم ّإقحامهما في مقابلة يوم الثلاثاء المقبل لذلك نعلنها بصوت عال بأنّ السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.. فإنزاجاتنا في قطر لن تجعل من ناخبنا الوطني قدّيسا غير قابل للنقد أو الانتقاد.. ولا مساهمات زياش والناصيري السابقة تشفع لهما هذه السلوكيات المشينة. أبداً.. فالجميع عابر.. ويبقى الوطن.. بل وسيبقى الوطن رمزا وفخراً لعزتتا.. كما هو حال عزة ونجومية زياش والناصيري والرگراگي.. وغيرهم نهدي هذا المثل الشعبي المغربي البليغ " طوال العين حتى طوال وماتفوت الحاجب"