وقع مجموعة من تجار الذهب بالمغرب ضحايا شبكة متخصصة في النصب والسرقة، عبر استدراجهم بطريقة هوليودية إلى ضواحي المدن وتعريضهم لسرقة أموال تقدر بالملايين، وذلك بعد إيهامهم بأنهم في طريقهم لتسلم عشرات القطع من "اللويز" النفيسة، بأقل من 3000 درهما للقطعة الواحدة. وحسب ما أوردته جريدة "الصباح"، فإن العديد من الضحايا، ورغم فقدانهم مبالغ مالية كبيرة وصلت إلى 40 مليونا، التزموا الصمت ورفضوا تقديم شكايات للمصالح الأمنية، خوفا من أن تطالهم التحقيقات حول تورطهم في العملية المشبوهة أولا، ثم حول مصدر الأموال التي بحوزتهم، وهو ما يستغله متزعموا شبكات النصب والاحتيال لتفادي المتابعة والاعتقال. ووفقا لذات المصدر، فقد اكتفى الضحايا من تجار الذهب بنشر وتبادل رسائل التحذيرات في مواقع التواصل الاجتماعي بينهم وبين زملائهم في المهنة، لتفادي الوقوع في شراك عمليات نصب جديدة. وكشفت "الصباح" أن الشبكة الإجرامية المتورطة في هذه القضية نفذت عمليات نصب واسعة على مراحل متفرقة، استهدفت بداية تجار الذهب الأثرياء، وذلك بتكليف فرد من العصابة بعرض قطعة من "اللويز" على واحد منهم، تعود لتاريخ قديم جدا، بغرض اقتنائها تحت ذريعة أنه يعاني ضائقة مالية، قبل أن يخبره بتوفره على كميات كبيرة منها، مصدرها كنز عثر عليه بالصدفة. ومن أجل الإيقاع بالضحية في الفخ، يوهمه فرد العصابة بأنه يجهل كل التفاصيل للمتعلقة بالتعامل ب"اللويز"، سواء من حيث قيمتها المالية أو تاريخها وجودتها، قبل أن يقترح عليه لقاءه في مكان خارج المدينة لبيعه بافي قطع "اللويز" مقابل مبلغ مالي مغري. وبمجرد وقوع الضحية في الفخ وإبدائه موافقته على اقتناء جميع قطع "اللويز"، يتم الشروع في نصب كمين محكم له من طرف باقي أفراد العصابة، الذين يتربصون به في المكان المحدد، لينقضوا عليه بمجرد وصوله ويسلبوه ما في حوزته من أموال تحت وطأة التهديد والعنف. وأوردت ذات الجريدة أن تاجرا للذهب سبق ووقع ضحية عملية نصب مماثلة فقد خلالها 40 مليون كان ينوي دفعها من أجل اقتناء قطع "اللويز" النفيسة، وغيره كُثر ممن فضلوا الصمت أمام ما تعرضوا له بسبب الطمع والرغبة في تحقيق الربح السريع. ولفت المصدر نفسه إلى أن مصالح الأمن تمكنت من توقيف بعض المتورطين في هذه القضية، ذلك أن واحدا منهم تقمص هوية رجل أمن خلال تنفيذ إحدى عمليات النصب، وهو ما مكن من الإيقاع به، في انتظار توقيف باقي أفراد العصابة.