جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    أحمد الشرعي مدافعا عن نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية سابقة خطيرة وتد خل في سيادة دولة إسرائيل الديمقراطية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الاعلام الإيطالي يواكب بقوة قرار بنما تعليق علاقاتها مع البوليساريو: انتصار للدبلوماسية المغربية    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر    مؤتمر الطب العام بطنجة: تعزيز دور الطبيب العام في إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب    استقرار الدرهم أمام الأورو وتراجعه أمام الدولار مع تعزيز الاحتياطيات وضخ السيولة    السلطات البلجيكية ترحل عشرات المهاجرين إلى المغرب    الدفاع الحسني يهزم المحمدية برباعية    طنجة.. ندوة تناقش قضية الوحدة الترابية بعيون صحراوية    وفاة رجل أعمال بقطاع النسيج بطنجة في حادث مأساوي خلال رحلة صيد بإقليم شفشاون    أزمة ثقة أم قرار متسرع؟.. جدل حول تغيير حارس اتحاد طنجة ريان أزواغ    جماهري يكتب: الجزائر... تحتضن أعوانها في انفصال الريف المفصولين عن الريف.. ينتهي الاستعمار ولا تنتهي الخيانة    موتمر كوب29… المغرب يبصم على مشاركة متميزة    استفادة أزيد من 200 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات    حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار    جرسيف.. الاستقلاليون يعقدون الدورة العادية للمجلس الإقليمي برئاسة عزيز هيلالي    ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    ترامب الابن يشارك في تشكيل أكثر الحكومات الأمريكية إثارة للجدل    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كأس إفريقيا للأمم .. أقدم تظاهرة قارية بحمولة تاريخية حافلة بالأحداث
نشر في أكادير 24 يوم 09 - 00 - 2024

مافتئت كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم تستقطب، منذ إحداثها سنة 1957، اهتمام المختصين وهواة الكرة المستديرة إن على صعيد القارة السمراء أو في مختلف أرجاء العالم.
وبإلقاء نظرة تاريخية موجزة عن هذه التظاهرة يتبين مدى التطور الذي عرفته دورة بعد أخرى، ومدى تأثيرها على مستوى الممارسة الكروية وتزايد أهميتها وامتداد إشعاعها سيما وأنها أصبحت تشكل أرقى تظاهرة قارية على الإطلاق، وواجهة تعكس تقدم الكرة الإفريقية وسوقا كبرى للتقنيات والمهارات الكروية، التي يمتاز بها اللاعب الإفريقي الذي أضحى يشكل دعامة أساسية في عدد من كبريات الأندية الأوروبية على وجه الخصوص.
وتعد كأس إفريقيا للأمم، التي أحدثت قبل كأس أوروبا للأمم بثلاث سنوات، ثاني أقدم تظاهرة قارية بعد كأس أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي أحدثت عام 1916.
وقد أنشئت هذه البطولة سنة 1957 وكانت السودان أول بلد يستضيفها، بينما تبقى مصر البلد صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها برصيد سبع بطولات، تليها الكاميرون (خمس بطولات).
إزدواجية الفراعنة 1957 – 1959 ..
بعد العديد من المشاركات على الصعيد الدولي خلال النصف الأول من القرن ال20، وبالأخص الألعاب الأولمبية وكأس العالم، كان المنتخب المصري يعد وقتها بدون منازع القوة الكروية رقم واحد في إفريقيا. وما كان على منتخب الفراعنة إلا أن يؤكد هذه الصفة باحتكاره لأول لقبين لكأس إفريقيا للأمم. فقد أحرز منتخب "الفراعنة" الكأس الأولى سنة 1957 بالخرطوم بقيادة الليوتنان كولونيل محمد لطيف، على حساب المنتخبين السوداني 2-1 والإثيوبي 4-0، بعد إبعاد منتخب جنوب إفريقيا إثر رفض حكومة بريتوريا إرسال فريق مختلط (من البيض والسود، بغض النظر عن اللون أو العرق) إلى السودان.
سنتان بعد ذلك، حافظ أبناء النيل بملعب النادي الأهلي بالقاهرة على لقبهم القاري في دورة أقيمت على شكل بطولة بمشاركة المنتخبات الثلاثة ذاتها التي خاضت منافسات الدورة الأولى.
وتفوق منتخب مصر على نظيره الإثيوبي بحصة عريضة 4-0 وعلى منتخب السودان 1-0 في الدقيقة الأخيرة، وكان من توقيع اللاعب عصام بعد تلقيه تمريرة محكمة من محمود الجوهري، الذي قاد المنتخب المصري إلى الفوز بالكأس الإفريقية في دورة بوركينا فاسو عام 1998 كمدرب، وهو إنجاز فريد من نوعه على المستوى القاري.
كوبا الإثيوبي يثأر على أرضه وأمام جمهوره 1962 ..
بعد ما خسر مرتين بحصتين عريضتين 4-0 أمام منتخب الفراعنة، ثأر المنتخب الإثيوبي من المنتخب المصري على أرضه وأمام جمهوره في الدورة الثالثة التي أقيمت في أديس أبابا عام 1962.
وأثبت الإثيوبيون قوتهم وعزيمتهم بعد تغلبهم، على التوالي، على منتخبين دخلا دائرة المنافسة لأول مرة وهما المنتخبان التونسي 4-2 والأوغندي 2-1، وبلغوا المباراة النهائية ضد منتخب مصر. وبعد تعادلهما 2-2 في الدقائق التسعين احتكم الفريقان لأول مرة في تاريخ المسابقة للشوطين الإضافيين ليفوز فريق البلد المضيف 4-2.
-1963 -1965 النجوم السود تضيئ سماء إفريقيا ..
شدت كأس إفريقيا الرحال لأول مرة إلى غرب إفريقيا وتحديدا إلى العاصمة الغانية أكرا، مستضيفة الدورة الرابعة، التي شكلت فاتحة "غزوات" المنتخب الغاني الكروية بفضل فريق يتوفر على كل مقومات المنافسة ويتمتع بفرديات هائلة. وكانت بداية الأعراس من أكرا حيث تحقق أول تتويج ل (النجوم السود).
وكان الزعيم الإفريقي الراحل كوامي نكروما من أقوى المناصرين للمنتخب الغاني، حيث كان يعتبر كرة القدم رافدا أساسيا للترويج للمبادئ والقيم الإفريقية السامية.
واستعد المنتخب الغاني لكأس إفريقيا بأوروبا حيث واجه مجموعة من أشهر الأندية كريال مدريد وفرتونا دوسلدورف وبراتسلافا وأوستريا فيينا، وهو ما أهله للتغلب على جميع خصومه وإن كان قد أرغم على التعادل في مباراته الأولى أمام منتخب تونس 1-1 قبل أن يكتسح في النهاية منتخب السودان 3-0 بفضل نهجه الهجومي.
وخلال دورة تونس سنة 1965، التي سجلت غياب منتخبين كبيرين وهما المنتخبان المصري والسوداني، أمتع الغانيون هواة كرة القدم بأرقى العروض الكروية الفرجوية وجرفوا في الدور الأول منتخبي الكونغو كينشاسا (زايير سابقا) 5-2 والكوت ديفوار 4-1، بيد أن لاعبي المنتخب الغاني، الذين كانوا يسعون إلى الدفاع عن لقبهم، واجهوا في النهاية منتخبا تونسيا طموحا لم يستسلم للأمر الواقع إلا بعد اللجوء إلى الشوطين الإضافيين 3-2. وكان الفريق الفائز يضم لاعبين اثنين فقط ممن فازوا بكأس 1963.
وتحقق حلم الغانيين في الظفر بالتاج الإفريقي لثاني مرة بقيادة المدرب كيامفي، الذي نجح في إعادة بناء الفريق بقيادة العميد أود إميتي، قطب الدفاع ومجموعة من اللاعبين الشباب من الطلبة. واستطاع الفريق الغاني تسجيل 12 هدفا في ثلاث مباريات وحمل عن جدارة واستحقاق لقب منتخب "برازيل إفريقيا".
منتخب الفهود يكسر التراتبية 1968 ..
في دورة 1968، التي أقيمت مبارياتها في أديس أبابا وأسمرة عاصمة إرتيريا حاليا، برزت منتخبات جديدة على غرار منتخب الكونغو ليبروفيل (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا) الذي وضع حدا لهيمنة منتخبات غانا ومصر وإثيوبيا على الكأس الإفريقية.
وأزاح منتخب "الفهود" في طريقه للمباراة النهائية نظيره الإثيوبي 3-2 بعد الشوطين الإضافيين، والتقى مرة ثانية مع منتخب غانا، الذي كان قد فاز عليه في الدور الأول 1-0، غير أن إرادة الفهود كانت أقوى وتفوقوا على النجوم السود بهدف يتيم حمل توقيع كالالا في الدقيقة 66.
— وأخيرا يبتسم الحظ للسودان وغاغارين نجم دورة 1970.. كان على السودان ،أحد مؤسسي الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، انتظار 13 سنة للظفر بكأس المهندس عبد العزيز عبد الله سالم، أول رئيس لهذه الهيئة الكروية الإفريقية.
فبعدما مني المنتخب السوداني بهزيمة قاسية 3-0 أمام المنتخب المغربي، يوم 28 أكتوبر 1969، بالملعب الشرفي بالدار البيضاء ضمن إقصائيات كأس العالم 1970، ظهر بمظهر قوي خلال الأدوار النهائية لكأس الأمم الإفريقية بالخرطوم وانتزع الكأس بعد فوزه على منتخبي مصر في نصف النهاية 2-1 وغانا في مباراة نهاية ساخنة 1-0، احتج فيها الغانيون بشدة على التحكيم وقاطعوا حفل توزيع الجوائز.
ومن الأسماء اللامعة في الدورة، التي سجلت مشاركة منتخبي الكاميرون وغينيا لأول مرة، قلب هجوم المنتخب السوداني علي غاغارين أحسن لاعب في الدورة والغينيون شريف سليمان وماكسيم كمارا وبتي سوري والإيفواري لوران بوكو هداف الدورة بثمانية أهداف.
منتخب الكونغو برازافيل يبدد كل التكهنات بفضل مبونو الساحر 1972..
فجر منتخب الكونغو برازافيل مفاجأة من العيار الثقيل في دورة 1972 بالكاميرون التي شيدت بالمناسبة ملعبين جديدين بياوندي ودوالا، وهو المنتخب الذي لم يكن أشد الاختصاصيين تفاؤلا يتوقع أن يجتاز حتى الدور الأول، خاصة وأنه كان يوجد ضمن مجموعة تضم ثلاثة منتخبات قوية وهي منتخبات المغرب وزايير والسودان.
لكن منتخب الكونغو كان بالفعل الحصان الأسود في هذه المجموعة. فرغم هزيمته أمام المنتخب الزاييري 2-0 فقد أرغم المنتخب المغربي، الذي كان يتشكل بنسبة كبيرة جدا من لاعبي مونديال مكسيكو 1970، على التعادل 1-1 واكتسح حامل اللقب منتخب السودان 4-2 وتأهل لنصف النهاية بفضل القرعة بعد تساويه في النقط مع المنتخب المغربي (ثلاث نقط لكل منتخب).
وفي نصف النهاية، فاز المنتخب الكونغولي على منتخب البلد المضيف الكاميرون 1-0 الذي كان يشرف وقتئذ على تدريبه الألماني بيتر شنيتغر ويضم في صفوفه بعض المحترفين من بينهم جان بيير طوكوطو، وواجه في المباراة النهائية منتخبا كان هو الآخر مفاجأة الدورة وهو منتخب نسور مالي بقيادة نجمه الكبير ساليف كيتا وفاز عليه 3-2 بقيادة نجمه مبونو الملقب ب "الساحر" موقع هدفين حاسمين.
ثاني تاج قاري لمنتخب الفهود 1974..
جسد منتخب زايير، ممثل القارة الإفريقية في كأس العالم لعام 1974 بألمانيا، تفوقه القاري بإحرازه ثاني لقب له بالقاهرة سنة 1974 بعد لقب 1968 في إثيوبيا.
فبعد فوزه على منتخبي غينيا 2-1 وجزيرة موريس 4-1 وهزيمته أمام منتخب الكونغو 1-2 حققت الفهود إنجازا كبيرا بتجاوزهم لمنتخب الفراعنة في نصف النهاية وواجهوا منتخب زامبيا في المباراة النهائية التي انتهت بالتعادل 2-2 بعد الشوطين الإضافيين لتعاد بعد يومين، وكان الفوز هذه المرة حليف منتخب الزايير 2-0.
في أديس أبابا جاء الفرج من قدم بابا 1976 ..
في ثاني مشاركة له في الأدوار النهائية لكأس إفريقيا للأمم وبأرض الحبشة، انتزع أصدقاء، العميد أحمد فرس، أحد نجوم دورة 1976، الكأس عن جدارة واستحقاق بفضل منتخب متكامل يجيد اللعب على جميع الخطوط ويبهر بآدائه الكروي المتميز ولعبه الرجولي. صمد أسود الأطلس وتماسكوا وتآزروا في ديرداوة وأديس أبابا إلى أن حققوا مبتغاهم، وظفروا باللقب القاري.
فبعد فوزين على منتخبي زايير1-0 ونيجيريا 3-1 وتعادل مع منتخب السودان 2-2 واصل زملاء فرس المشوار بتألق في الدور الثاني الذي أقيم على شكل بطولة مصغرة جمعت الفرق الأربعة المتأهلة عن الدور الأول على غرار الصيغة المعتمدة في كأس العالم بألمانيا وفاز على منتخبي مصر 2-1 ونيجيريا 2-1.
وكانت مجموعة المدرب الروماني مارداريسكو في حاجة إلى نقطة واحدة لتتوج بطلة لإفريقيا، فيما لم يكن أمام المنتخب الغيني من خيار سوى الفوز للظفر بالكأس، ومن هنا تكمن أهمية المباراة وشراسة المواجهة. وكان الامتياز للفريق الغيني منذ الدقيقة 33 بواسطة لاعبه الكبير شريف سليمان.
وفيما كان حلم الغينيين بالتتويج يكبر مع مرور الوقت وعلى بعد دقيقتين، جاء هدف الخلاص من رجل مدافع من طينة اللاعبين الكبار، اسمه أحمد مكروح الملقب ب "بابا"، الذي وقع هدفا أنطولوجيا تردد صداه بقوة في سماء أديس أبابا.
وعانق المغاربة الكأس بعد حصولهم على خمس نقط، فيما لم يتعد رصيد الغينيين الأربعة، ومن وقتها ظلت لهذا الجيل الذهبي مكانة كبيرة في قلوب الجماهير المغربية، لكن الأجيال التي أتت من بعدهم عجزت عن تكرار الإنجاز نفسه حتى في دورة عام 1988، التي أقيمت بأرضهم وأمام جمهورهم، وبعدها في دورة تونس 2004 التي أبدع وأمتع فيها أصدقاء العميد نور الدين النيبت، لكنهم خسروا في النهاية أمام منتخب البلد المضيف 2-1.
أكرا 1978.. ثالث كأس للغانيين بقيادة عبد الرزاق ..
لم يفوت المنتخب الغاني فرصة إقامة الدورة الحادية عشرة على أرضه للفوز باللقب للمرة الثالثة، وكان له ذلك بحيث لم يجد الغانيون أدنى صعوبة في تخطي خصومهم وكان آخرهم ظاهرة الدورة المنتخب الأوغندي، الذي كان وراء إقصاء حامل اللقب المنتخب المغربي بإلحاقه به هزيمه قاسية 3-0 في الدور الأول.
في لاغوس 1980 حلقت النسور الخضر عاليا في سماء القارة، حيث كان النيجيريون يراهنون على الفوز بأول كأس خاصة وأنهم يخوضون مبارياتهم أمام ما يزيد عن 100 ألف متفرج بملعب لاغوس. وبعدما تصدروا مجموعتهم بتحقيقهم لفوزين على منتخبي تنزانيا 3-1 ومصر 1-0 وتعادل مع منتخب فيلة كوت ديفوار، وجدت النسور الخضر (النسور الممتازة حاليا) أمامها منتخبين من المغرب العربي. ففي نصف النهاية أقصى منتخب نيجيريا المنتخب المغربي بفوزه عليه بصعوبة 1-0، قبل أن يقابل في المباراة النهائية منتخب الجزائر ويتفوق عليه بحصة لاتقبل الجدل 3-0، ومن يومها أصبح منتخب نيجيريا من المنتخبات التي يقام لها ولا يقعد. وفي دورة لاغوس حقق منتخب مغربي شاب لم تمض على تشكيله سوى ثلاثة أشهر، وكان يضم في صفوفه لاعبين واعدين من ضمنهم الحارس الكبير بادو زاكي، المدرب السابق لأسود الأطلس، ثاني أفضل إنجاز في تاريخ مشاركاته في كأس الأمم الإفريقية بانتزاعه الميدالية النحاسية بفوزه في مباراة الترتيب على منتخب مصر 2-0 وقعهما خالد الأبيض.
دورة 1982.. رابع لقب قاري لغانا بقيادة عبيدي بيلي ..
لأول مرة في تاريخ كأس إفريقيا تحسم نتيجة مباراة نهائية بعد الاحتكام إلى الضربات الترجيحية، وكان ذلك سنة 1982 بطرابلس. فقد اختتمت هذه الدورة التي بدأ فيها نجم عبيدي بيلي يلمع، كما بدأت وانتهت بصراع ثنائي ليبي-غاني. فبعد تعادل المنتخبين سلبا في الدور الأول التقيا في المباراة النهائية، ولم يتمكن أي منهما من حسم المباراة لفائدته خلال الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين 1-1، فكانت الضربات الترجيحية هي الفاصلة بين المنتخبين ورجحت كفة الغانيين 7-6، التي تألقت في صفوفهم مجموعة من اللاعبين الموهوبين من أمثال عبيدي بيلي وكوفي أبرى والحارس أوسو. وشكلت دورة طرابلس سنة 1982 نقطة تحول في تاريخ كأس الأمم الإفريقية بالترخيص للجامعات الوطنية بإشراك لاعبيها المحترفين في فرقها الوطنية عوض الاقتصار على اللاعبين الهواة، كما كان الأمر في السابق وبانتصار الرياضة على السياسة، ذلك أن رئيس (الكاف) الراحل الإثيوبي، يادنيكاتشو تسيما، أصر على إقامة الدورة على أرض ليبيا رغم الضغوط التي مورست عليه من قبل بعض البلدان الإفريقية.
دورة 1984.. الأسود غير المروضة تزأر في أبيدجان..
كانت دورة 1984 في أبيدجان بدون منازع دورة المنتخب الكاميروني، الذي خرج من مونديال 1982 بإسبانيا مرفوع الرأس بعد مشاركته المشرفة بتحقيقه لثلاثة تعادلات. وكانت المواجهة النهائية كاميرونية-نيجيرية بعد إزاحتهما في نصف النهاية على التوالي للمنتخبين الجزائري والمصري بالضربات الترجيحية 5-4 و 8-7. وآلت الغلبة للكاميرونيين الذين أحرزوا، يوم 18 مارس 1984، أول كأس إفريقية بعد تفوقهم على النيجيريين بثلاثة أهداف لواحد.
دورة 1986 : منتخب الفراعنة يرفع الكأس بعد 27 عاما..
بعدما طال انتظار المصريين مدة 27 سنة، لم يفوتوا هذه المرة الفرصة أمام جمهورهم وكانت البداية متعثرة بهزيمة غير متوقعة أمام منتخب السينغال 0-1. ولولا الفوز على منتخب الموزمبيق المتواضع 2-0، ثم على منتخب الكوت ديفوار بالحصة ذاتها لحدثت المأساة في أرض الكنانة. ولم يكن الطريق مفروشا بالورود من أجل الظفر باللقب، ذلك أن المنتخب المصري واجه في نصف النهاية حصانه الأسود، المنتخب المغربي، ولم يكن الفوز ليتحقق في ذلك اللقاء القوي لولا خطأ التحكيم بحيث أن الحكم أقر مشروعية الهدف القاتل الذي سجله، طاهر أبو زيد، في مرمى الحارس الزاكي من ضربة خطأ غير مباشرة، غير أن اللاعب المصري سددها مباشرة واحتسب الهدف وأقصيت أسود الأطلس وتنفس منتخب الفراعنة الصعداء. وفي اللقاء النهائي لم تحسم النتيجة إلا بلجوء المنتخبين الكاميروني والمصري للضربات الترجيحية مع تضييع هذا الأخير لضربة جزاء من طرف اللاعب كانا بييك (5-4).
دورة 1988.. المنتخب الكاميروني ينتزع الكأس الثانية في الدار البيضاء ..
بعد الفوز بدورة 1984 في أبيدجان وخوض المباراة النهائية في دورة القاهرة 1986، شارك المنتخب الكاميروني في دورة الدار البيضاء، التي كانت مقررة أصلا في زامبيا، وكله عزم على استرجاع لقبه. وبلغ الكاميرونيون هدفهم المنشود بتفوقهم في المباراة النهائية بفضل حنكتهم وخبرتهم على منتخب نيجيري كان في طور الترميم بهدف مقابل لاشىء وقعه قلب الدفاع إيمانويل كوندي من ضربة جزاء. وكانت دورة الدار البيضاء مخيبة للآمال بالنسبة للفريق الوطني المغربي، الذي أثار إعجاب وتقدير عشاق كرة القدم في مونديال مكسيكو 1986. فقد أقصي أسود الأطلس في نصف النهاية من طرف منتخب الكاميرون بهدف مقابل لاشىء في مباراة كانت متواضعة المستوى من كلا الجانبين.
دورة 1990.. رابح مادجر يقود منتخب الجزائر إلى الفوز بأول وآخر لقب ..
سجل المنتخب الجزائري بنجومه، رابح مادجر ولخضر بلومي وجمال مناد، اسمه في سجل المنتخبات الفائزة بكأس الأمم الإفريقية في دورة 1990 التي أقيمت في الجزائر. ومزج المنتخب الجزائري بين النتيجة واللعب الفرجوي التي بدأت تفقده الملاعب الإفريقية وقتها. وبدأ فريق الخضر المشوار بفوز عريض على منتخب نيجيريا 5-1 وأعقبه بثلاثية ضد منتخب كوت ديفوار ثم بفوز 2-0 على منتخب مصر الرديف 2-0. وكانت المواجهة النهائية مع منتخب نيجيريا حامل اللقب، الذي أبدى هذه المرة مقاومة شرسة لكن هدف الشريف الوزاني في الربع ساعة الأخيرة كان كافيا لتخليص المنتخب وتحرير شعب بكامله وتحقيق حلم طالما ظل يراوده.
دورة 1992.. منتخب الفيلة يتوج بطلا لإفريقيا بفضل الحارس كواميني ..
لم يسبق في تاريخ كأس إفريقيا للأمم أن ساهم حارس مرمى في تتويج فريقه بالقدر الذي ساهم به حارس مرمى منتخب كوت ديفوار، ألان كواميني، الذي كان يحرس أيضا مرمى فريق الرجاء البيضاوي. قليلون وقليلون جدا أولئك الذين كانوا يراهنون على فوز منتخب كوت ديفوار بالكأس القارية في دورة دكار عام 1992، رغم فوزه البين على حامل الكأس المنتخب الجزائري 3-0. فبعد ضمان التأهل لنصف النهاية على حساب منتخب زامبيا بقيادة، كالوشا بواليا، خاض الإيفواريون مباراة حاسمة أمام منتخب الكاميرون، تميز خلالها وبشكل كبير حارسه العملاق، ألان كواميني، الذي يرجع له الفضل في تأهل منتخب بلاده للمباراة النهائية. وكرر كواميني نفس الإنجاز في مباراة النهاية ضد منتخب غانا (النجوم السود) الذي عاد إلى الواجهة بعد غيبة لم تكن بالقصيرة. وكما كان الشأن في مباراته ضد الكاميرون كان قرار الحسم لفائدة الإيفواريين بفضل الضربات الترجيحية 11-10. –
دورة 1994.. النسور الخضر تحلق ثانية في سماء القارة ..
بعد فوزهم على أرضهم بالكأس القارية عام 1980، لم يحقق النيجيريون نتائج باهرة ماعدا اكتفائهم بالمركز الثاني خلال دورتي الدار البيضاء عام 1988 والجزائر عام 1990، لكنهم ظهروا بمظهر قوي في دورة تونس سنة 1994 لكون الفريق كان يضم في صفوفه لاعبين كبار من طينة أوكوشا وأموكاشي وكانو وأوليشي، الذين نالوا الإعجاب والتقدير حتى من لدن المنتخبات الكبرى بلعبهم الذي يمزج بين القوة الإفريقية والصرامة الأوروبية والسحر البرازيلي. فخلال دورة تونس كان أصدقاء رشيدي يكيني واثقين من مؤهلاتهم في الفوز بالكأس الإفريقية وواجهوا في المباراة النهائية فريق زامبيا، الذي كان تحت تأثير صدمة فقدان الغالبية العظمى من لاعبيه في حادث تحطم طائرة شهورا قبل موعد تونس. ورغم صمود ومقاومة زملاء كالوشا بواليا، كان أمونيكي رجل القرار الحاسم بتسجيله لهدفي المنتخب النيجيري 2-1. وكان اللقب الإفريقي بداية المسار الذهبي لمنتخب النسور الممتازة الذي رصعه بذهبية أولمبياد أطلانطا عام 1996 بعد تخطيه، على الخصوص، لمنتخبين كبيرين ويتعلق الأمر بالأرجنتين والبرازيل بثنائيه الخطير ببيطو-رونالدو.
دورة 1996.. مرحبا بالبفانا بفانا ..
بعد وضعها حدا لنظام الميز العنصري، تصالحت جنوب إفريقيا مع القارة السمراء باستضافتها الدورة ال20 في حلة جديدة باعتماد نظام أربع مجموعات من أربعة منتخبات وهو النظام الذي مازال معمولا به إلى اليوم. وأبان منتخب "البفانا بفانا" الذي بقي عشرات السنين في الظل عن مؤهلات كبرى وكفاءات تقنية عالية. وكانت مجموعة كليف باركر الأب الروحي لمنتخب البفانا بفانا تحذوها عزيمة أكيدة في معانقة الكأس لأول مرة وفي أول مشاركة ومنح جنوب إفريقيا ثاني لقب وهذه المرة قاريا بعد ما سبق لمنتخب كرة الريكبي (سبيرينغبوك) أن فاز بكأس العالم.
دورة 1998.. كتيبة الجنرال الجوهري تظفر بالكأس في أدغال واغادوغو:
على الرغم من الهزيمة الصغيرة التي مني بها المنتخب المصري في اللقاء الذي جمعه بأسود الأطلس 1-0 في الدور الأول، تمكن الفراعنة من الفوز بلقب الدورة ال21، التي أقيمت ببوركينا فاسو ليعادلوا الكفة مع المنتخب الغاني برصيد أربعة ألقاب. وجاء ترتيب أبناء النيل، الذين فازوا بلقب كأس إفريقيا للأمم سنوات 1957 و1959 و1986 بقيادة المدرب محمود الجوهري الملقب ب "الجنرال"، الذي كان قد ساهم كلاعب في فوز منتخب بلاده بدورة 1959 في المركز الثاني وراء المغرب، عقب إجراء الدور الأول واجتازوا بصعوبة مرحلة ربع النهاية بفضل الضربات الترجيحية أمام الكوت ديفوار 5-4 وتغلبوا على منتخب البلد المضيف ليواجهوا في النهاية منتخب جنوب إفريقيا حامل اللقب ويفوز عليه بنتيجة 2-0.
دورة 2000
في دورة 2000 أصاب الفوز الذي حققه منتخب (الأسود غير المروضة) على منتخب نيجيريا أزيد من 60 ألف متفرج بالذهول، وحول صخب مدرجات الملعب الوطني سوريلير بلاغوس إلى صمت رهيب، وحرمهم من نشوة الفوز وبدد أمل الملايين من محبي المنتخب النيجيري الذي خاض المباراة النهائية وخسر ثالث نهاية أمام منتخب الكاميرون بعد نهايتي 1984 في أبيدجان و1988 في الدار البيضاء. وكانت مباراة النهاية التي انتهت بفوز الكاميرون 4-3 بالضربات الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2 قمة في الإثارة اعتبارا للمؤهلات الكروية والبدنية والتقنية العالية التي يتوفر عليها لاعبو الفريقين. وهكذا، فاز المنتخب الكاميروني، في الدورة التي أقيمت بكل من غانا ونيجيريا، بلقبه الثالث ودائما على حساب المنتخب النيجيري واحتفظ بذلك بالكأس بصفة نهائية.
دورة 2002.. رابع تاج قاري لمنتخب الكاميرون ..
كانت دورة باماكو (مالي)، هي الأخرى، قمة في الإثارة، وتألقت فيها العديد من الأسماء وكرست نجومية لاعبي منتخبي الكاميرون والسنغال، مفخرة إفريقيا في مونديال كوريا واليابان. واستأسد الكاميرونيون في باماكو، فتصدروا ترتيب مجموعتهم بثلاثة انتصارات على كل من الكونغو الديمقراطية 1-0 والكوت ديفوار 1-0 والطوغو 3-0، قبل أن يزيحوا منتخب مصر في ربع النهاية 1-0 ثم منتخب البلد المضيف 3-0 في نصف النهاية، ليخوضوا غمار النهاية، التي لم يكن الحسم في نتيجتها إلا عن طريق ضربات الجزاء، التي رجحت في الأخير كفة الكاميرونيين الذين فازوا 3-2.
دورة 2004.. أول نهاية عربية-مغاربية بين نسور قرطاج وأسود الأطلس ..
شكل الإنجاز الرائع لأسود الأطلس في كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم بتونس أبرز الأحداث التي طبعت مسار الرياضة المغربية في سنة 2004. ففي تونس، حقق الأسود إنجازا كبيرا ببلوغهم المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم، التي خسروها أمام منتخب البلد المضيف 2-1. وإذا كانت نسور قرطاج قد توشحت بالتاج بعد خسارتها لنهايتي 1965 بتونس أمام غانا و1996 في جوهانسبورغ أمام منتخب جنوب إفريقيا، فإن أسود الأطلس قد انتزعوا الاحترام والتقدير والتنويه وخرجوا مرفوعي الرأس في بطولة لم يكن أشد المغاربة تفاؤلا يتوقع أن يحقق فيها أصدقاء، العميد نور الدين النيبت، هذا الإنجاز.
دورة 2006.. مصر تكسب رهان التنظيم وترفع الكأس للمرة الخامسة ..
ضرب المصريون أكثر من عصفور بحجر واحد بكسبهم رهان تنظيم الدورة الخامسة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، التي كانت ناجحة بكل المقاييس، واعتبرت أقوى وأفضل الدورات على الإطلاق من جهة، وشهدت تتويج منتخب الفراعنة بطلا لإفريقيا للمرة الخامسة، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ هذه المسابقة الكروية الإفريقية منذ انطلاقتها عام 1957 في السودان، من جهة أخرى. فبعد مخاض عسير ومن رحم معاناة الشوطين الإضافيين والضربات الترجيحية، توج الفريق المصري بطلا لإفريقيا للمرة الخامسة، مسجلا بذلك رقما قياسيا في تاريخ الكأس الإفريقية للأمم إثر فوزه في مباراة النهاية على منتخب كوت ديفوار بالضربات الترجيحية 4-2 (0-0). وعرفت دورة القاهرة تواضع المنتخب المغربي وخروجه من الدور الأول لسادس مرة في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بعد دورات 1972 في الكاميرون و1978 في غانا و1992 في السنغال و2000 في غانا ونيجيريا و2002 في مالي.
دورة 2008.. المنتخب المصري الأكثر تتويجا على الإطلاق ..
احتفظ المنتخب المصري بلقبه القاري في دورة غانا 2008 عقب فوزه في المباراة النهائية 1-0 على المنتخب الكاميروني بقيادة نجمه، صامويل إيطو، هداف الدورة، برصيد 5 أهداف والذي بات أفضل هداف على الإطلاق في تاريخ الكأس الإفريقية بمجموع 16 هدفا. وفي مباراة نهائية مثيرة، كرس الفريق المصري تفوقه القاري بفوزه على منتخب (الأسود غير المروضة) بفضل هدف محمد أبو تريكة الذي لم يترك أي حظ للحارس كاميني (د 78) بعد خطأ فادح للمدافع الصلب، ريغوبير سونغ. وهكذا، توج منتخب "الفراعنة" بطلا لإفريقيا للمرة السادسة، وهو إنجاز غير مسبوق بعد إحرازه اللقب سنوات 1957 و1959 و1986 و1998 و2006، وحرم بذلك المنتخب الكاميروني من معادلة رقمه القياسي بعد تتويجه في دورات 1984 و 1988 و 2000 و2002.
دورة 2010 .. أنغولا تكسب رهان التنظيم ومنتخب الفراعنة يرفع الكأس للمرة السابعة ..
انضمت أنغولا إلى سجل البلدان المستضيفة لكأس إفريقيا للأمم باحتضانها نهائيات الدورة السابعة والعشرين مطلع سنة 2010. وحاول منتخبها المنافسة بقوة على اللقب بقيادة البرتغالي مانويل جوزي، الذي حقق قبلها العديد من الإنجازات التاريخية مع الأهلي المصري. ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، حيث خرج المنتخب الأنغولي من الباب الخلفي للدورة وغادر المنافسات في دور الربع بالهزيمة أمام نظيره الغاني، الذي شق بعد ذلك طريقه بنجاح إلى النهاية. وفي المقابل، نجح المنتخب المصري مجددا في تعويض إخفاقه في تصفيات كأس العالم 2010 وتوج بطلا مثلما فعل في دورة 2006 بعد الإخفاق في بلوغ نهائيات المونديال. واستغل المصريون خبرتهم الكبيرة في التغلب على المنتخب الغاني الشاب في المباراة النهائية بهدف نظيف سجله، محمد ناجي جدو، الذي لقب ب"البديل السوبر"، كما انفرد بصدارة قائمة هدافي البطولة برصيد خمسة أهداف، بينما فاز زميله المخضرم أحمد حسن عميد الفريق بلقب أفضل لاعب في الدورة.
دورة 2012.. زامبيا تنجح أخيرا في إحراز اللقب وتكريم أرواح ضحايا حادث الطائرة سنة 1993 ..
فجرت زامبيا ثالث مفاجأة في النسخة ال28 بعدما تغلبت على ثلاثة منتخبات كانت مرشحة للظفر باللقب، فتفوقت على السنغال 2-1 في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، ثم على غانا 1-0 في ربع النهاية، وعلى كوت ديفوار في المباراة النهائية بالضربات الترجيحية (8-7). وحقق المنتخب الزامبي لقبه الأول بعد خسارته نهايتي 1974 أمام منتخب الزايير (الكونغو الديمقراطية حاليا) و1994 أمام منتخب نيجيريا. وفي المقابل، فشلت كوت ديفوار في التتويج بلقبها القاري الثاني في ثالث مباراة نهائية لها بعدما أحرزت اللقب عام 1992 في السنغال على حساب غانا 12-11 بالضربات الترجيحية الماراتونية (24 ضربة جزاء)، والثانية عام 2006 عندما خسرت أمام مصر بالضربات الترجيحية أيضا. — 2013 : منتخب نيجيريا يخطف الكأس من قلب جنوب إفريقيا ويحقق اللقب للمرة الثالثة في تاريخه .. أقيمت منافسات 2013 في جنوب إفريقيا بعد أن كان مقررا إقامتها في ليبيا، لكن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم " كاف" قررت سحب البطولة من ليبيا ومنحها لجنوب إفريقيا بسبب الأوضاع الأمنية في ليبيا. وتوج منتخب نيجيريا بطلا لكأس أمم إفريقيا التاسعة والعشرين التي أقيمت في جنوب إفريقيا إثر تغلبه في المباراة النهائية على منتخب بوركينا فاسو بهدف دون رد أحرزه صنداي امبا، في الدقيقة 40 من زمن اللقاء. وتعد هذه المرة الثالثة في تاريخ المنتخب النيجيري التي يفوز فيها باللقب الإفريقي، حيث حاز على الكأس في عامي 1980 و 1994.
"كان" 2015.. فازت الكوت ديفوار وخسرت إفريقيا ..
استحق المنتخب الإيفواري الفوز بلقب النسخة الثلاثين لبطولة كأس الأمم الإفريقية، التي جرت منافستها في جمهورية غينيا الاستوائية، بين 17 يناير وثامن فبراير 2015، على حساب منتخب غانا بالضربات الترجيحية، لكن معظم المتتبعين الرياضيين يعتبرون أن التتويج الإيفواري كان سيكون له طعم آخر، لو كانت البطولة قد خلت من "الفضائح" على مستوى التنظيم والتحكيم.
ورغم إجماع معظم المراقبين الرياضيين على استحقاق منتخب الفيلة للفوز بلقب دورة غينيا الاستوائية رغم كل المساوئ التنظيمية، إلا أن هذا اللقب كان سيكون له طعم آخر لو جرت البطولة في أجواء أخرى غير تلك التي عكرت صفو هذه الفعالية الرياضية التي ينتظرها عشاق الكرة الإفريقية كل عامين. وقد كانت دورة غينيا الاستوائية دورة الفضائح بامتياز، حيث عرفت أخطاء على مستوى التنظيم واستقبال الوفود وشغب الجماهير، بالإضافة إلى معضلة التحكيم، الذي كان سببا في إقصاء المنتخب التونسي من دور ربع النهائي على يد منتخب البلد المضيف غينيا الاستوائية.
دورة 2017 :
منتخب الكاميرون يقتنص الكأس السابعة بالغابون انتزع منتخب الكاميرون لقب كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخه، بعد تغلبه على منتخب مصر بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية. وكان آخر لقب فاز به منتخب الكاميرون في البطولة الإفريقية سنة 2002، بينما يعود آخر ألقاب لمصر إلى سنة 2010. وكانت هذه المباراة النهائية الثالثة التي تجرى بين منتخبي الكاميرون ومصر، ففي 1986 بالقاهرة فاز منتخب مصر بالضربات الترجيحية بعد التعادل بدون أهداف، وفي 2008 بغانا سجل محمد أبوتريكة هدفا قبل 13 دقيقة على نهاية المباراة ليمنح مصر فوزا صعبا. وحقق المنتخب الكاميروني إنجازا كبيرا لم يكن متوقعا قبل انطلاق المباراة ولا البطولة القارية، بحيث إنه حضر إلى الغابون محروما من خدمات سبعة لاعبين بارزين بينهم مدافع ليفربول جويل ماتيب، كلهم رفضوا خوض المنافسة وفضلوا البقاء في أنديتهم من "أجل الحفاظ على مكانهم".
دورة 2019 .. منتخب الجزائر يتوج باللقب الإفريقي بعد غياب دام 29 سنة
أحرز المنتخب الجزائري اللقب الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه بعد غياب دام 29 سنة، وكان الأول له خارج أرضه حيث كان قد حقق لقبه السابق عندما استضافت بلاده الكأس القارية سنة 1990. وحسم المنتخب الجزائري المباراة النهائية أمام نظيره السنغالي بهدف نظيف سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من المباراة، مؤكدا تفوقه على (أسود التيرانغا) حيث كان حقق الفوز عليه بالنتيجة ذاتها برسم الدور الأول من هذه الدورة.
دورة 2022 .. وأخيرا منتخب السنغال يرفع الكأس "الحلم"
أحرز المنتخب السنغالي لقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم لأول مرة في تاريخه عقب فوزه، بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، بالضربات الترجيحية 4-2 على منتخب مصر بعدما عجز المنتخبان عن هز الشباك على مدار 120 دقيقة. وكان المنتخب السنغالي خاض النهائي مرتين في دورتي 2002 و2019، لكنه عجز عن الظفر باللقب بانهزامه، على التوالي، أمام منتخبي الكاميرون والجزائر ، في حين كان نهائي 2022 الثاني على التوالي الذي يخسره منتخب مصر، بعدما تعثر أمام منتخب الكاميرون في 2017 في الغابون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.